البث المباشر

تفسير موجز للآيات 179 الى 183 من سورة الاعراف

الإثنين 10 فبراير 2020 - 07:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 267

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم و هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 179 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

ولقد ذرأنا ...... هم الغافلون

إن هدف الله الاساس من خلق الانسان هو التسامي والتكامل ولذا زوده بجميع الوسائل اللازمة وهي: الآذان والعيون والعقول، وهي وسائل معرفة وإدراك الحقائق. اما اولئك الذين يمتلكون هذه الوسائل ولا يستفيدون منها، أو يستفيدون منها لاهداف مخالفة للهدف الالهي فأولئك يضلون عن سبيل الله، فيدخلون نار جهنم. حتى الحيوانات زودها الله سبحانه وتعالى بهذه الوسائل ولكن على مستوى اقل، فاذا لم يستغل الانسان هذه الوسائل الفعالة بصورة صحيحة فسيكون اقل من مستوى الحيوانات، لانه يتغافل عن رؤية الحقائق وعن الحق ويرفضه.

واستناداً لهذه الآية الكريمة فان الجن ايضاً كالبشر قد وهبهم الله عزوجل وسائل المعرفة والادراك وهم مكلفون بادراك الحقائق كالبشر، واذا قصروا في هذا المجال فسيحشرون في جهنم مع البشر الضالين.

من هذه الآية نتعلم:

  • علينا ان لا نتوقع ان يكون جميع البشر مؤمنين. لان الله قد خلق الانسان مختاراً.
  • طابع الانسانية هو فهم وادراك الحقائق، وإلا لكان الانسان حيواناً ليس إلا.

 

والآن ايها الاخوة، لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 180 من سورة الاعراف:

ولله الاسماء................. يعملون

كل الصفات الحسنة والجميلة هي لله لانه خالق كل ما هو جميل وكامل، ولهذا يجب علينا عندما ندعوه أن ندعوه باحسن وافضل اسماءه، ونحفظ قدسية هذه الاسماء، كما اوصتنا آيات أخرى من القرآن الكريم بتسبيح وتقديس اسماء الله، وطلب منا القرآن الى جانب عدم اتخاذ شريك له.

نستنتج من هذه الآية:

  • كل ما هو خير وحسن فهو من عند الله، ولهذا اذا اردنا بلوغ الخير، فعلينا ان نقصده.
  • الاسلام يهتم بجمال الاسماء، وقد ورد في الاحاديث الشريفة ضرورة تسمية اولادنا باجمل الاسماء والصفات.

 

والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات 181 الى 183 من سورة الاعراف:

وممن خلقنا........... متين

هذه الآيات تقسم الناس الى فئتين، فئة مهتدية بل وتعمل على هداية الآخري أيضاً وتتمسك بالحق والعدل في اعمالها، وبهذا تكون قدوة للآخرين.

وفي مقابلها هناك فئة اخرى بدلاً من الايمان بالعدل والحق والعمل بمقتضاه، تقوم بانكاره، وبدلاً من عبادة الله تعبد اهواءها.

حول هذه الفئة يؤكد الله سبحانه وتعالى أنه يمهلهم في الدنيا، كي يفعلوا كل ما يحلو لهم، ولكن لا يحسبن أن هذا الامهال يصب في مصلحتهم، لانهم بدلاً من استغلال هذه الفرصة يزدادون ضلالاً وظلماً ويبتعدون اكثر عن سواء السبيل.

إن الاستدراج احد العقوبات الدنيوية اي انه عقوبة تدريجية من حيث لا يشعر الفرد، ولكنه يحيط به شيئاً خشيئاً، كما تصور الآية 182 هذا الامر (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون).

نستنتج من هذه الآيات:

  • ان الهداية بالكلام ليست كافية، ويجب ان يرافقها الناحية العملية، بحيث نكون قدوة للآخرين باعمالنا ليهتدوا.
  • ان ارتكبنا ذنباً ولم نعاقب عليه، فيجب ان لا نفرح . فقد نكون قد عوقبنا عليه ولم نلاحظ ذلك، اذن لتفكر بالتوبة وجبران ذنوبنا.
  • ان الله فسح مجال التوبة امام الجميع.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة