بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 170 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
والذين يمسكون ...... المصلحين
ذكرت الآيات السابقة لهذه الآية انتقاء القران الكريم لاهل الكتاب الذين تركوا كتبهم المقدسة ونسوا التعاليم التي تضمنها من اجل منافع مادية، وفي هذه الآية يمتدح القرآن اولئك المتمسكين بكتابهم وينفذون ما جاء فيه من تعليمات خاصة الصلاة والدعاء، ومع ان الصلاة هي جزء من التعليمات التي ذكرت في الكتاب إلا انها ذكرت على حدة لانها تتمتع بمكانة سامية لدى جميع الاديان وجاء في رواية عن نبي الاسلام (ص) أن الصلاة هي شعار الدين.
من هذه الآية نستنتج:
- لا يكفي حفظ وتلاوة الكتب المقدسة، بل يجب العمل بها كي توصلنا الى السعادة وتخلصنا من النار.
- ان صلاح الفرد والمجتمع مرهون بتنفيذ التعليمات الالهية والاذعان لاوامره، اما الذين يدعون انهم مصلحون اجتماعيون ولا يكترثون للتعاليم الالهية فلن يحققوا ما يبغون.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 171 من سورة الاعراف:
وإذ نتقنا ................ لعلكم تتقون
في هذه الآية وهي آخر آية في هذه السورة تتحدث عن بني اسرائيل إشارة الى معجزة أخرى وقعت في زمن نبي الله موسى (ع) ورآها الناس بأعينهم، عندما ذهب موسى الى الطور وعاد ومعه الالواح الى نبي اسرائيل وخالفوه وعصوا اوامر الله، عاقبهم الله عزوجل بأن قلع جبل الطور وجعله فوق رؤوسهم معلقاً في الهواء فخافوا ان يسقط عليهم وخروا ساجدين لهذه المعجزة وعاهدوا الله ان يطيعوا اوامره، ولكن البعض منهم ارتد عن دينه فيما بعد
من هذه الآية نتعلم:
- احياناً يري الله سبحانه وتعالى الناس قدرته كي يصحوا من غفلتهم.
- يجب اخذ الكتب السماوية بقوة والعمل بما جاء فيها.
- ان دراسة التعاليم الالهية ليس كافياً، بل يجب تدريسها كي لا تنسى أو يتغافل عنها.
والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات من 172 الى 174 من سورة الاعراف:
وإذ أخذ ............ يرجعون
هذه الآيات تبين حاجة الانسان الماسة الى رب مالك ومدبر وانها أمر فطري، وعليه فان الله سبحانه وتعالى قد اخذ من جميع البشر مواثيقهم فأقروا له بالربوبية، وسيسألهم الله عزوجل عن هذا الميثاق يوم القيامة. ولم يذكر القرآن كيفية اخذ المواثيق من بني آدم وتناوله المفسرون وقالوا فيه عدة آراء فقال بعضهم انه عندما يخرج الابناء من اصلاب الآباء الى ارحام الامهات، يلقي الله فطرة التوحيد والبحث عن الحقيقة في وجودهم. وهذا السر الالهي قد أودع في جميع البشر، لذا تجد كل انسان يبحث عن الله في اعماق قلبه فيتعلق به. وهذا الميثاق حجة على جميع البشر جميع القيامة كي لا يقولوا اننا ولدنا لآباء مشركين فأتبعنا دينهم، او اننا كنا غافلين ولم نكن نعرف ربنا.
من هذه الآيات نستنتج:
- ان البحث عن اله هو امر فطري في جميع البشر، لذا فانه لا ينمحي بتغيير حياة البشر وتطورها طوال التاريخ أو بالتطور العلمي والتقني.
- يجب ان لا يؤدي احترام الاجواد الى الانحراف عن الحق، كما ان اتباع عقائد وافكار الاجداد البالية ليس له ما يبرره.
الى هنا اعزائي نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة . على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.