البث المباشر

تفسير موجز للآيات 97 الى 102 من سورة الاعراف

السبت 8 فبراير 2020 - 12:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 248

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 97 -98-99 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

أفأ من اهل القرى ............ القوم الخاسرون

بينت الآيات السابقة ان الله احياناً يعذب الكافرين والظالمين في الدنيا وتؤكد هذه الآيات على انه لا ينجو احد من عذاب الله وانه على المجرمين ان لا يظنوا انهم آمنون من عذاب الله، فهو يأتيهم فجأة، وليس له وقت معين فقد يأتيهم ليلاً او نهاراً، في نومهم او يقظتهم، اثناء راحتهم او انشغالهم.

وفي هذا الآيات جاء التعبير عن عذاب الله بمصطلح مكر الله وهنا المكر لا يعني الحيلة بل يعني التدبير وذلك لمنع الطرف المقابل من الوصول الى هدفه، ومكر الله هو التدبير الذي يمنع الكافرين من تحقيق اهدافهم الباطلة، ومن الواضح ان الغفلة عن ذكر الله يؤدي الى الانشغال بالدنيا وارتكاب الذنوب ما فيستوجب الانسان بذلك نزول العقاب الالهي عليه وهذا هو الخسران المبين، خسارة العمر والاموال.

هذه الآيات نتعلم:

  • عند التقصير في اداء الواجبات، يجب ان لا نظن اننا آمنون من العذاب الالهي. فالعذاب لم يشمل الاحم السابقة فقط، بل هو ينزل على كل الاحم في كل الازمنة.
  • يجب ان لا يغتر الانسان بقدرته وصناعاته وامكاناته، لان قدرة وتدبير الله تتغلب على ما سواها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 100 من سورة الاعراف:

أو لم يهد............ فهم لا يسمعون

يوجّه الله سبحانه وتعالى الخطاب في هذه الآية الى سكان الارض الحاليين، لم لا يتعظون من الاحم التي سبقتهم ولا يتفكرون بعاقبة أعمالهم، ألم يعلموا أن الله عذبهم بسبب الذنوب التي ارتكبوها، تلك الذنوب التي أحاطت بقلوبهم وانفسهم وأعمتهم عن رؤية الحق. وتذكر الروايات ان قلب الانسان كالصفحة البيضاء وكلما ارتكب ذنباً تظهر عليها نقطة سوداء، فان تاب انمحت وإن لم يتب واستمرّ في ارتكاب ذلك الذنب فان النقطة تكبر حتى تغطي قلبه كله، وعندها لا يكون بامكانه ادراك اي حقيقة ويضل عن سبيل العادة.

هذه الآية نستنتج:

  • ان الانسان بحاجة الى تذكير دائم وتحذير كي لا تصبه الغفلة.
  • ان الذنوب تؤثر على قلب الانسان بالتدريج وتغيّره حتى يعمى عن رؤية الحقائق.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة للآية 101 من سورة الاعراف:

تلك القرى .... قلوب الكافرين

هذه الآية تبين أن العذاب الذي ذكرته الآيات السابقة نزل بأهل القرى التي بعث الله فيها انبياء يدعون الناس الى الايمان بالادلة الواضحات، ولكن اكثر الناس اعرضوا ولم يؤمنوا لان الذنوب قد احاطت بقلوبهم فلم يعودوا قادرين على ادراك الحقيقة.

من هذه الآية نتعلم:

  • افكار الناس ومواقفهم يجب ان لا تثبط الدعاة عن اقدامهم على الدعوة الى الله لان الوضع كان هكذا طوال التاريخ.
  • كلام الانبياء يستند الى الادلة والبراهين والمنطق الواضح ولكن قلوب الكافرين عاجزة عن ادراكه.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 102 من سورة الاعراف:

وما وجدنا ......... لفاسقين

تبين هذه الآية ان اكثر الكافرين لا يتمسكون بأي من الاصول الانسانية والفطرية التي جعلها الله في ذواتهم، وانهم تنكروا للفطرة البشرية التي تدل الانسان على طبيعة الافعال- الحسنة منها والسيئة-، واتبعوا الفسق والفجور وارتكاب المعاصي، من الطبيعي ان هؤلاء لا يتقبلون الاديان الالهية لانها تمنعهم عن ارتكاب المعاصي والذنوب وتمنعهم عن الفسق والفجور واتباع الشهوات.

من هذه الآية نستنتج:

  • ينبغي ان نكون منصفين حتى مع المخالفين، فلا نحكم عليهم بانهم كلهم هكذا بل نقول اكثرهم.
  • ان التمسك بالاصول الانسانية والفطرية يحفظ الانسان من السقوط في مهاوي الذنوب والمعاصي.

 

المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتى نلتقيكم في حلقة مقبلة، نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة