البث المباشر

تفسير موجز للآيات 94 الى 96 من سورة الاعراف

السبت 8 فبراير 2020 - 12:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 247

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 94 و95 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين: 

وما ارسلنا ............ وهم لا يشعرون

بعد ان تطرق القرآن الى قصص انبياء كهود وصالح وشعيب، يعرض لنا احدى السنن الالهية وهي ان الله الى جنب بعثة الانبياء ودعوتهم لعبادته يعرض الناس لبعض المشاكل والصعاب كي يذكر الناس اطوت ويوم القيامة فيتوبوا عمّا هم عليه، وربما كانت الصعاب حوادث جسدية بالمرض والموت، أو كانت اضراراً مالية كالجفاف والقحط كي يتركوا حب الدنيا.

طبعاً فترة هذه الصعاب والمشاكل قصيرة وسرعان ما يعود الرفاه والصحة اليهم، ولكن للأسف ان الكثير من البشر حالما يمتعون بالمال والجاه، تصيبهم الغفلة، ويعزون هذه الحوادث والمصاعب الى الطبيعة المادية، وينسون الله وهنا ينزل عليهم غضب الله، واكثر الناس عن هذا الامر غافلون. من هذه الآية نستنتج:

  •  ان الصعاب والمشاكل أمر بناء يزيل الغفلة، ويقود الى الله المشاكل ليست كلها غضباً من الله، بل احياناً رحمة من الله على شكل بلاء.
  •  الرفاه لبعض الناس عامل نسيان وطغيان، اذن فليس كل نعمه دليل على الرحمة.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 96 من سورة الاعراف:

ولو ان اهل ............ كانوا يكسبون

تبين هذه الآية ان الله لا يريد انزال المشاكل والصعاب على البشر، بل ان الناس اذا كانوا مؤمنين ومتقين ويؤدون واجباتهم تجاه انفسهم ومجتمعاتهم وعوائلهم، فعندها يفتح الله عليهم ابواب السحوات والارض وينزل نعمه عليهم.

ولكن ما العمل ونحن نرى بعض الناس مع انهم يتمتعون بالنعم الالهية ينكرون الله ويكذبون بآياته ويخلقون الظروف المؤدية بهم الى غضب الله عليهم، وها قد تطرح عزيزي المستمع هذا السؤال: لماذا نرى الكافرين اليوم مرفهين والمسلمين في ضيق وشدة؟ في حين ان هذه الآية تؤكد ان الايمان والتقوى يسببان نزول النعم. لو تمعنا قليلاً في الوضع الراهن لوجدنا اولاً ان اغلب الدول الاسلامية، لا تحمل من الاسلام سوى اسمه ولا تحكمها الشريعة الاسلامية. ثانياً مع التقوم العلمي والصناعي للدول المتقدمة، ولكنها تعاني مشاكل ثقافية واجتماعية كبيرة، اهمها تمزق العوائل وانعدام الرأفة لذا كثرت الامراض النفسية في هذه الدول.

وقد اشار القرآن الكريم في آيات اخرى الى هذا النوع من النعم المؤقتة واللامباركة. المسألة المهمة هي انه في الحديث عن المؤمنين تتنزل عليهم البركات، ولكن في الحديث عن الكافرين لا نجد نزول البركات، ذلك ان البركات هي النعم الدائمية والباقية والخالية من المصائب والبلايا، كالبركة في الاعمار والمال والعلم وأمثالها، وهذا ما يغدقه الله سبحانه وتعالى على المؤمنين، كما جاء في الروايات انه عندما يظهر المهدي (عج) تخرج الارض والسماء بركاتها، لأن الظلم والجور قد زال وانتشر في العالم القسط والعدل.

من هذه الآية نتعلم:

  •  يجب ان لا نفرح بكل نعمة، فالنعمة على المؤمن بركة ودليل الرحمة الالهية، وعلى الكافر تكون مؤقتة ولا بركة فيها وعلامة على الغضب الالهي.
  • لا جل نزول البركات على المجتمع لا يكفي الايمان والتقوى الفردية، بل اكثر المجتمع يجب ان يكونوا متقين.
  •  ان التأكيد على رفع المستوى الثقافي والاخلاقي للمجتمع يؤدي الى النمو الاقتصادي للمجتمع ويحول دون انتشار المفاسد الاقتصادية.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة