البث المباشر

تفسير موجز للآيات 77 الى 82 من سورة الاعراف

السبت 8 فبراير 2020 - 11:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 243

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 77 و78 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

فعقروا الناقة ............جاثمين

ذكرنا في الحلقة السابقة معجزة صالح (ع) وان الله امر قوم ثمود ان لا يلحقوا بالناقة اذى، ثم ذكرنا خوف زعماء القوم من ايمان الناس بصالح فأمروا أتباعهم بقتل الناقة كي يقضوا على هذه المعجزة ولا يبق لصالح ما يعرضه على القوم، فقتلوها بوحشية وذهبوا الى صالح يطلبون منه ان ينزل عليهم العذاب ان كان صادقاً بوعيده.

ومع ان من قتل الناقة كان شخصاً واحداً ومن قوم ثمود فان سكوتهم عنه ادى الى نزول العذاب عليهم جميعاً وهلاكهم.

من هذه الآيات نستنتج:

  • الغرور والتكبر اساس معصية اوامر الله والاعراض عنها.
  • الساكت عن الذنب والراضي به يكون شريكاً للفاعل ويستوجب العقاب.
  • ما اكثر الزلازل والكوارث الطبيعية التي كانت عقوبة على ذنوب الناس، لذا يجب ان نحذر.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 79 من سورة الاعراف:

فتولى عنهم......... لا تحبون الناصحين

هذا هو خطاب صالح لقومه قبل نزول العذاب عليهم إتماماً للحجة، وقد يكون بعد هلاكهم وكوداع لهؤلاء القوم الكافرين، وهو يبين لهم انه قد ادى واجبه ولم يأل جهداً في بذل النصح لهم، ولكنهم بسوء اعمالهم كشفوا عن انهم لا يتقبلون النصيحة ولا يرغبون في سماع من يريد لهم الخير.

من هذه الآية نتعلم:

  • سنة الانبياء عليهم السلام تتلخص بالدعوة الى الله وتبليغ رسالته باخلاص وليس نقلها الى الناس كقوانين وقرارات جافة خالية من الروح.
  • علينا ان نتقبل النصائح ونحب الناصحين، فعدم الاكتراث باقوال المخلصين ينزل غضب الرب.

 

والآن ايها الاعزاء لننصت خاشعين لتلاوة الآيتين 80 و81 من سورة الاعراف:

ولوطاً إذ قال ............... قوم مسرفون

بعد ما روي عن صالح (ع) وقوم ثمود، تتطرق هذه الآية الى قصة لوط (ع) وقومه الذين غرقوا في الفساد حتى اكتفى الرجال بالرجال من دون النساء، واصبح هذا الامر المنكر طبيعياً بينهم.

عاش لوط في زمن ابراهيم (ع) والى جنب ذاك النبي العظيم، بعث لنصح وهداية هؤلاء القوم المفسدين، الذين انتشر بينهم الانحراف الجنسي حتى عدوه امراً طبيعياً- وكما يصفهم القرآن الكريم- ان احداً قبلهم لم يفعل ذلك، وفي هذا العصر نرى رواج هذا الامر في الدول الغربية واصبح زواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء قانوني ومعترف به. بينما نرى الذي يفعل ذلك ملعون في الاديان الالهية والقوانين الالهية، والاسلام يعاقب عليه الفاعل والمفعول بالاعدام.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • المثلية، انحراف عن السبيل الطبيعي والفطري لاشباع الغرائز بصورة سليمه، ونوع من الاعتداء على حقوق النساء والرجال في المجتمع، وخروج عن الحدود الطبيعية.
  • يمكن الخطر في شيوع المنكرات في المجتمعات، بحيث تعتبر امراً طبيعياً وعندها يتعرض ذلك المجتمع لانواع البلايا والعقوبات الالهية.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة الآية 82 من سورة الاعراف:

وما كان جواب........... يتطهرون

مع ان كلام لوط كان منطقياً وواضحاً، ولكن القوم المجرمين خططوا لإخراجه (عليه السلام) هو واتباعه من القرية ولذلك وبدلاً من الاعتذار عن افعالهم السيئة واجهوه بكل صلافة انكم اذا كنتم تريدون ان تتطهروا فاخرجوا من قريتنا وانا هاهنا باقون.

من هذه الآية نتعلم:

  • ارتكاب المفاسد، لا تبرير له، لذا كان جواب المفسدين نفي وإخراج المتطهرين من بينهم.
  • اذا سمحنا للفساد بالانتشار في المجتمع سيؤول الامر الى اخراج المتطهرين وسيطرة الخبيثين والمفسدين.

 

اعزائي المستمعين وبهذا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة