بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 63 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:
أو عجبتم ............لعلكم ترحمون
في هذه الآية يخاطب نوح قومه ويتساءل هل تعجبون ان ينزل الله الحكمة على احد عباده ليبلغها للناس الذين هم خلقه، وهل هذا امر عجيب؟ وهل انا الا نذي لكم؟ وهل طلبت منكم شيئاً لتفرون عني؟ الا تحبون ان يرحمكم الله؟ ان كنتم تحبون ذلك فاتقوه ودعوا الاثم والذنوب.
من هذه الآية نتعلم:
- هدف الوحي هداية البشر عن طريق الانذار والتحذير.
- الانبياء يبعثون من بين الناس لكي يكلمونهم بما يدركونه.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 64 من سورة الاعراف:
فكذبوه............. قوماً عمين
مع ان يوم القيامة هو يوم الجزاء والعقاب، ولكن في بعض الاحيان يعرض الله سبحانه وتعالى الواناً من عذابه على الكافرين في الدنيا، كما في هذه الآية، عندما بلغ عناد وانكار قوم نوح اقصاه، امر عزوجل هذا النبي العظيم ان يصنع سفينة عظيمة كي يركب فيها المؤمنون وينجون من الغرق. وتشير نهاية هذه الآية الى ان الذي عموا عن رؤية الحق ولم يريدوا رؤيته ابتلوا بهذا العذاب وانقطع نسلهم.
من هذه الآية نستنتج:
- الايمان سبب النجاة، والتكذيب يؤدي الى الهلاك.
- الكوارث الطبيعية كالطوفان والسيول بيد الله، ولطالما كانت علامة لغضبه عزوجل.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 65 من سورة الاعراف:
والى عاد.......... أفلا تتقون
جعد عرض قصة نوح تعرض لنا هذه الآية قصة هود وقوم عاد، وقد سكن قوم عاد في منطقة اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية وكانوا قوماً اشداء، ولكنهم انحرفوا اخلاقياً وعبدوا الاصنام، لذا بعث اليهم الله عزوجل من بينهم هوداً كي يحررهم من اسر عبادة الاصنام ويهديهم لعبادة الله والبلوغ بهم الى اعلى مراتب الكمال البشري. ولم يكن خطابه معهم يتجاوز دعوتهم لعبادة الربّ الحقيقي وانه لا اله الا هو فأنيبوا اليه واتركوا المنكرات واتقوه لكي تسعدوا.
من هذه الآية نستنتج:
- ان اسلوب الانبياء في دعوتهم قومهم اسلوب اخوي، وكانوا أرأف القادة بالناس على مر الزمان.
- الدعوة الى التوحيد ونبذ الشرك، هي اولويات دعوة الانبياء طوال التاريخ.
والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 66 من سورة الاعراف:
قال الملأ........... من الكاذبين
كما سخر اصحاب نوح منه (عليه السلام) بدل التفكر في كلامه، كذلك فعل قوم عاد مع نبيهم. فقد وصفوا هود (عليه السلام) نجفة العقل وان كلامه لا اساس له من الصحة وانه ليس مرسلاً من قبل الله وانه يكذب على الله بما يدعيه.
نعم، فالكفار والمشركون لا منطق لهم سوى الاتهام، ولا يراعون جوانب الادب عند الحوار، بل انهم بكل صلافة يصفون نبي الله نجفة العقل والجهل، وانه يهذي ويظن انه مرسل من الله لهداية البشر. من هذه الآية نتعلم:
- ان الانبياء واجهوا اشد اساليب الاعلام المضاد والتهم ولكن لم يثنهم ذلك عن مواصلة الدعوة.
- ان السفهاء يصفون اعقل الناس بالسفاهة، وحتى انهم يتهمونهم بالكذب.
اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.