بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 44 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

ونادى اصحاب ............على الظالمين

تتحدث هذه الآية عن حوار يدور بين اصحاب الجنة واصحاب النار يوم القيامة ليكون عبرة لنا في الدنيا لكي نعلم ان وعد ووعيد الله حق بشأن عقاب المجرمين وجزاء المحسنين، وان اعتراف اصحاب النار بيوم القيامه عندها لن ينفعهم ولن يخفف من عذابهم، من هذه الآية نتعلم:

• ان الجنة من النار بمكان بحيث يطلع اهل الجنة واهل النار على حال بعضهم البعض ويكلمون بعضهم البعض.
• السبب الاساس الذي يدفع بالانسان الى ان يكون من اصحاب النار هو الظلم، ظلم النفس وظلم الاهل والمجتمع.

والآن ايها الاخوة لننصت معاً خاشعين لتلاوة الآية 45 من سورة الاعراف:

الذين يصدون........... بالآخرة كافرون

وضحنا ان محكمة يوم القيامة ينتهي بلفن الظالمين وادخالهم جهنم، فمن هم الظالمون؟ ان منهم هم الذين لادين ولا عقيدة لهم وبالاضافة الى انهم يسعون لابعاد الآخرين عن الدين، بل ونشويه الدين والاحكام الالهية كي ينصرف الآخرون عنه ويعرضون عن سبيل الله، ومن اساليب هؤلاء المعاندين ايجاد الشبهات والبدع والخرافات وتشويه الدين، من هذه الآية نستنتج:

• ان اعداء الاسلام يستخدمون كافة الاسلحة مواجهته، وان فشلوا يعملون على تفريخ الدين من محتواه.
• ان تحريف افكار وثقافة المجتمع هي اكبر ظلم وتستوجب العذاب الاليم.

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 46 من سورة الاعراف:

وبينهما حجاب........ وهم يطمعون

تذكر هذه الآية مكاناً يسمى الاعراف، يقع بين الجنة والنار، وقد استقر عليه افراد معينون ينظرون الى اصحاب الجنة والى اصحاب النار.

ومصطلح الاعراف، ذكر مرة واحدة في القرآن، في هذه السورة، ولهذا سميت هذه السورة بأسم الاعراف. وجاء في الاحاديث وتفاسير هذه الآية ان الذين على الاعراف هم اولياء الله المخلصين الذين يشرفون على دخول اهل الجنة الجنة واهل النار الى النار، ويعرفون المحسنين والمجرمين حالما ينظرون اليهم.

من هذه الآية نتعلم:

• ان سلوك الانسان يؤثر على مظهره، وان الابرار بامكانهم معرفة باطن الانسان من النظر الى مظهره.
• الاعراف، مقام انساني سام، اذن لنعمل ما يؤهلنا ان نكون على الاعراف يوم القيامة.

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 47 و48 من سورة الاعراف:

واذا صرفت......... تستكبرون

توضح الآية 47 شعور اهل الجنة عندما يرون اصحاب النار ودعائهم الله سبحانه وتعالى ان لا يحشرهم مع القوم الظالمين، وكأن مجالسة القوم الظالمين اشد عليهم من نار جهنم. ويذكر اهل الاعراف اصحاب النار بما كانوا يعملون في الدنيا وبما كان يهمهم في الدنيا وانا لا تنفعهم يوم القيامة لا قدرتهم ولا ثرواتهم ولا بطانتهم.

من هاتين الآيتين نستنتج:

• قبل ان نواجه لوم وتقريح المحسنين يوم القيامة علينا ان نقلع عن التكبر والغرور في الدنيا التي تؤدي الى الضعة والذل في الآخرة.
• الثروة والقدرة تنفع في الدنيا فقط، وعلينا ان نبحث عن اشياء تنفعنا في الآخرة.

مظهر الناس في يوم القيامة يدل على كونهم من اصحاب الجنة او من اصحاب النار، وهذا شكل من اشكال تجسم الاعمال، وانعكاس سيرة الانسان على وجهه.

اعزائي المستمعين والى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.