وخلال المقابلة في القاعدة الجوية، قال اللفتنانت كولونيل تيم غارلاند إن رؤساءه أعطوه "بضع ساعات من التحذير المسبق" من أن هجوماً سيقع ليلة السابع من كانون الثاني/يناير.
وقصفت إيران بصواريخ بالستية فجر الثامن من كانون الثاني/يناير قاعدة عين الأسد حيث يتمركز قوة أميركية، ردّاً على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد قبلها بخمسة أيام، في منعطف خشي كثيرون من أن يؤدّي إلى نزاع مفتوح على الأرض العراقية.
وقال غارلاند "كان رد فعلي الأول الصدمة، وعدم التصديق بداية"، مشككاً حينها في قدرة إيران أو استعدادها لشن هجوم صاروخي على القاعدة.
وهذه القاعدة احدى أكبر القواعد العسكرية العراقية، وتتواجد فيها قوات التحالف الدولي، بينها 1500 جندي أميركي، هم الجزء الأكبر، إلى جانب آلاف الجنود العراقيين.
وأشار غارلاند إلى أن وضع تلك القوات في مأمن كان كان عملاً سريع التفكير والتنسيق بين قادة الجيش والقوات الجوية في عين الأسد.
وبحلول الساعة 23,00 (20,00 ت غ)، كانت القوات الأميركية وقوات التحالف قد خرجت من عنابر نومها ومكاتبها، واختبأت إما في مستودعات محصنة أو تشتت في أنحاء القاعدة.
وانتظر هؤلاء وسط التوتر، لأكثر من ساعتين.
لكن حتى قائدهم لم يتوقع قوة الانفجارات التي وقعت بعد ذلك. وقال غارلاند لفرانس برس "عندما سقطت الموجة الأولى، كان أعلى وأقوى دوي أسمعه في حياتي".
وأضاف "كان هناك شيء غير طبيعي في الهواء. الطريقة التي يتحرك بها والطريقة التي ارتفعت بها حرارة المكان. موجة الضغط التي حنت الباب وخلعته من مكانه".
بدءاً من الساعة 01:35 (22,30 ت غ) وللساعات الثلاث التالية، تم إطلاق خمس صليات من الصواريخ البالستية على القاعدة، وعلى فترات متفاوتة.
- "لم أخف هكذا منذ فترة طويلة" -
وأوضح غارلاند الذي خدم مرات عدة في العراق "لم أخف هكذا منذ فترة طويلة. منذ زمن".
وأضاف "لم نكن نعرف كيف سيكون شكل الضربة، أو ما إذا سيكون لها تأثير القصف البساطي".
عندما هدأ القصف، حوالى الساعة الرابعة فجراً، خرج القادة والجنود من ملاجئهم ليروا الحرائق مشتعلة في أنحاء القاعدة، وأكثر من عشرة مواقع أصابتها الصواريخ، ولكن -بأعجوبة- لم تقع إصابات.
كان هناك جنديان في أبراج حراسة دفعهما الضغط خارج مواقعهما، لكنهم عانوا من ارتجاج فقط.
قال غارلاند "كيف نجيا؟ كانت معجزة من الله".
وأضاف أن الموجات التي أصابت القاعدة كانت مؤقتة بطريقة تجعل الجنود يظنون أن القصف قد انتهى.
وتابع "كان الوقت بين موجة واخرى مجرد وقت كاف ليجعلك تشعر بالأمان. برأيي أنه كان بهدف إلحاق إصابات".
مع حلول الاثنين، تم تنظيف مواقع القصف، وكانت الجرافات ترفع آخر المعادن الملتوية والحطام في أحد مواقع القاعدة.
وكان واضحاً أن أحد منازل الجنود قد دمر بالكامل، ولا تزال تفوح منه رائحة المعدن المنصهر.
قال الجنود الذين كانوا في القاعدة تلك الليلة، لفرانس برس، إنهم فقدوا كل أمتعتهم الشخصية، من ملابس وكتب وصور أسرهم وتذكارات حملوها معهم طوال أكثر من عقد في الجيش.
لكن بالنظر إلى شدة الضربات الصاروخية، قال غارلاند إن ذلك كان حظاً محضاً.
وأضاف "مسرح لضربات الصواريخ الباليستية؟ هذا غير مسبوق".