البث المباشر

مديحتان رضويتان للسيدين المشعشعي والقزويني

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 14:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 261

بسم الله، وله كامل الحمد والثناء، الرؤوف الرحيم، وأسنى صلواته وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله على صفوته في العالمين محمد وآله الطاهرين. سلام الله التام على مولانا شمس الشموس وأنيس النفوس سلطان طوس ابي الحسن الرضا. السلام عليكم إخوتنا. نحييكم بأجمل تحيه ونحن نلتقيكم في هذا اللقاء ونقرأ لكم من أصدق الشعر مديحتين رضويتين. الأولى من إنشاء أمير الحويزة الأديب المطبوع السيد عبدالله المشعشعي، المتوفى سنة سبع وتسعين بعد الألف للهجرة والثانية من إنشاء العالم المخلص والشاعر التقي السيد صالح القزويني النجفي، وليد مدينة الحلة سنة سبع وخمسين ومئتين والف للهجرة والمتوفى في جوار أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ سنة ثلاث وثلثمائه وألف للهجرة المحمدية المباركة.

 


قال السيد الأمير عبدالله المشعشعي، مخاطباً انيس النفوس علي بن موسى الرضا ـ عليه السَّلام ـ وقد جاء لزيارته:

أتيناك نقطع شمّ الجبال

 

وما ذاك إلا لنيل الرتب

 

وخلفت في موطني جيرةً

 

بقلبي عليهم لهيب العطب

 

وقالوا: إلى أين تبغي المسير

 

وتتركنا في عظيم اللغب؟

 

فقلت: إلى نور عين الرسول

 

وأزكى قريش وخير العرب

 

 

 

علي بن موسى وصي الرسول

 

سليل المعالي رفيع الحسب

 

إمام الورى أشرف العالمين

 

حميد السجايا شريف النسب

 

فأنت الإمام ونجل الإمام

 

وأنت المرجى لدفع الكرب

 

أجرني من نائبات الزمان

 

ومثلك من يرتجى للنوب

 

 

 

وأرجوك يا أكرم العالمين

 

تخلصني من عظيم النصب

 

وأرجع من بعدها للديار

 

وأقضي الذي لي بها من إرب

 

ومن لي سواك بيوم النشور

 

وأنت الشفيع وخير السبب

 

وصلى الإله على من به

 

ورثنا السيادة دون العرب

 

 


كانت هذه إخوتنا وأخواتنا القصيدة الرقيقة التي أنشأها أمير الحويزة السيد الأديب عبدالله المشعشعي، من أعلام القرن الهجري الحادي عشر ـ رضوان الله عليه ـ ومنها ننتقل الى القرن الهجري الثالث عشر وأبيات مختارة من مديحة رضوية أنشأها السيد الحسيني، أديب عصره السيد صالح الحلي النجفي الشهير بالقزويني، قال ـ رضوان الله عليه:

ياأرض طوس تجاوزت السماء علا

 

إذ لابن موسى الرضا ضمنّت جثمانا

 

فكم أجرت طريدا أمّ ملتجئا

 

وكم أغثت صريخا ظل حيرانا

 

لتهن طوس بأن أضحت معالمها

 

للشمس برجا وللأملاك أوطانا

 

 

 

فيا غريبا قضى بالسم منفردا

 

أبكى الأعادي وأصمى الإنس والجانا

 

أقام في يثرب عصراواشخصه

 

المأمون قسرا إلى أقصى خراسانا

 

كم من أذى وعناء منه كابده

 

في القرب والبعد حتى حينه حانا

 

ولاه عهدا ولم يقبل ولايته

 

طوعا وأعرب عن مكنون ما صانا

 

 

 

تضوع الكون من ذكرى مكارمه

 

مسكا وكان له روحا وريحانا

 

يا مفجع العرب في توقيع رحلته

 

ومودع القلب بالتوديع نيرانا

 

ودعت جدك والأهلين تخبرهم

 

لذاك آخر عهدي فيكم كانا

 

فهل درى البيت بيت الله أن هدمت

 

منه عتاة بني العباس أركانا

 

وهل درت هاشم أن ابن سيدها

 

قضى غريبا مروع القلب حرانا

 

 

 

وهل درت يثرب ألوت نضارتها

 

وسامها الدهر بعد العز نقصانا

 

وهل درى من به كوفان قد فخرت

 

بما انطوى من فخار في خراسانا

 

وهل درى الكرخ ما في طوس من نوب

 

جلت وقوعا وما منها الرضا عاني

 

 

 

وهل درى من بسامراء أن غدرت

 

أعداؤهم بالرضا ظلما وعدوانا

 

فلتبكه الأرض حزنا والسماء دما

 

والإنس والجن والأملاك أشجانا

 

تشفي معاجزك الأعمى الأصم لهم

 

فكيف كانوا بهما صما وعميانا

 

 


رحم الله السيد صالح القزويني على هذه الأبيات المعبّرة عن صدق الولاء التي أنشأها مادحاً شمس الشموس السلطان أبي الحسن علي بن موسى الرضا ـ صلوات الله عليه. شكراً لكم إخوتنا متابعي إذاعة طهران على مرافقتكم لنا في هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار، نترككم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة