بسم الله وله خالص المجد والحمد الجواد الكريم والصلاة والسلام علي خير النبيين المصطفي محمد وآله الطيبين.
علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري وباقة من شعر مدائح الأنوار المحمدية في مدح كريم العترة الطاهرة الإمام محمد الجواد (عليه السلام) وجده موسي الكاظم (سلام الله عليها).
وقد إخترناها أولاً من قصيدة طويلة في وصف نورانية وبركات مشهد الجوادين (عليهما السلام) في مدينة الكاظمية المقدسة، وهي من إنشاء العالم الجليل والمرجع الديني التقي الشيخ جعفر بن محمد الشرقي المتوفي سنة تسع بعد الثلاثمائة والألف للهجرة.
ثم نقرأ لكم أبياتاً في التوسل الي الله بالامامين الجوادين (عليهما السلام) من إنشاء الأديب العارف والعالم الورع السيد ابراهيم بحر العلوم الطباطبائي المتوفي سنة تسع عشرة بعد الثلاثمائة والألف.
بعد أبيات بليغة في وصف عمارة مشهد الجوادين (عليهما السلام) وما يشتمل عليه من مظاهر التوحيد الخالص، قال الشيخ جعفر الشرقي (رضوان الله عليه):
فكيف إلي هام الثريا من الثري
سرتْ فرق منها فسبحان من أسري
وما كان يدريها بما ضم قطبه
ولكن لأمر ما تحيط به خبرا
درت بنجوم الأفق إذ درن حوله
عرفن لموسي والجواد به قبرا
ثم يذكر الشيخ الشرقي كليم الله موسي (عليه السلام) الذي ينتمي الي سبط لاوي ويقول:
وحسب ابن لاوي بابن جعفر في العلي
إذا ما حكاه أن ينال به فخرا
فان يك في هارون قد شد أزره
فقد شد موسي بالجواد له ازرا
جواد يمير السحب جود يمينه
علي أن فيض البحر راحته اليسري
ضمين بعلم الغيب ما ذر شارق
ولا بارق إلا وكان به أدري
تظل العقول العشر من دون كنهه
حياري كان الله أودعه سرا
أجل هو سرالله والآية التي
بها نثبت الاسلام أو نطرد الكفرا
ويتابع آيه الله الشيخ جعفر الشرقي مدح مولانا الإمام الجواد (عليه السلام) قائلاً:
امام يمد الشمس نوراً فإن تغب
كسابسنا أنواره الأنجم الزهرا
فحق إذا أزهرن في صحن داره
ودرن علي ما حول مرقده دورا
ومن يك موصولاً بأحمد في العلي
تهيب غير الذكر في نعته الذكرا
وبعد أبيات في ذكر توافد المؤمنين علي زيارة مشهد الإمامين الجوادين (عليهما السلام) يقول الشيخ جعفر الشرقي:
وما أنسوا إلا وقد أنسوا الهدي
بسيناء موسي قد تجلي لهم جهرا
ومد يديه بالوسائل سائلاً
لسائل دمع كاد يغمره غمرا
فجاء بها ملأ القفار حمولة
من الأدم إلا أنها ملئت تبرا
ثقالاً تنوء العيس فيها كأنها
إذا وضعت رجلاً تعايت عن الأخري
أيادي لم تمنن جرت منه عن يد
غدا يستمير البحر من دره الدرا
أتت رسله تتري بهن وقبلها
من الفلك الأعلي أتت رسلها تتري
ينادون بالهادي الأمين أخي النهي
فهب هبوب الريح تستتبع القطرا
يميناً بأعتاب الجوادين أنها
لصنع جنان فوق وسع الوري طرا
لقد حشرت فيها الملائك والملا
جميعاً ولما تدرك البعث والحشرا
أحاطت بموسي والجواد فقل بمن
بهم غير علم الله لما يحط خبرا
أبوهم علي الطهر من بعد أحمد
نبي الهدي والأم فاطمة الزهراء
نبقي في رحاب الإمامين الجوادين (عليهما السلام) فنقرأ لكم هذه الأبيات التوسلية بهما الي الله عزوجل وهي من إنشاء العالم الجليل السيد ابراهيم الطباطبائي آل بحر العلوم، قال (قدس سره):
أهل وقفة للركب في رمل عالج
تروّح لي قلبا كثير اللواعج
وكم قائل لي والخطوب كأنها
خوابط عشو في الربي والمناهج
فمن لي والحاجات أرتج بابها
فقلت أدع موسي فهو باب الحوائج
إذا كنت بالآمال آخر داخل
به أبت بالنجاح أول خارج
إذا فاح لي ريعان طيب ضريحه
نشقت ولاءً طيب تلك الأرائج
وحسبي أني مذ ترعرعت ناشئاً
درجت علي نهجيهما في المدارج
أمامان كل منهما قام عن أب
نتيجة آباء كرام النتائج
إمامان إن غشي دجي الخطب افرجا
ضبابته بالكاشفات الفوارج