تقام هذه المراسم التي ترمز الى تشييع الجثمان الطاهر لسيد الشهداء أبي الضيم الإمام حسين بن علي (ع)، في يوم عاشوراء، في أرجاء ايران.
تاريخ هذه المراسم الخاصة بالعزاء والمصاب الحسيني الجلل يعود الى العصور والحقب التاريخية التي سبقت العهد الصفوي. النخل في اللغة الفارسية غالباً ما يعني شجرة التمر، وفي لسان العامة يطلق على كل شجرة أو شجيرة للزينة، بيد أن النخل في مراسم العزاء الحسيني عبارة عن غرفة خشبية على شكل الهودج تشبه تابوتاً كبيراً، يحمل على الأكتاف. هذه الغرفة الخشبية تصنع على شكل المستطيل ولها أعمدة وأوتاد خشبية كذلك في جميع جوانبها الأربعة، تشكل في الحقيقة مقابض الغرفة هذه فضلاً عن أن الواجهة الظاهرية لأعلام النخيل تختلف عن بعضها البعض من حيث ارتفاعها وطولها وعرضها وأشكالها القوسية.
يتم تزيين هذه الأعلام او الهوادج بشجرة التمر عادة ما في الايام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام وفي أحيان يتم تزيينها قبل يومين او ثلاثة ايام من اليوم التاسع لشهر محرم أي يوم تاسوعاء.
وحسب تقليد قائم منذ الماضي في الكثير من القرى الايرانية، تتولى عائلة معينة مسؤولية تزيين علم العزاء هذا، والحفاظ على مستلزمات الزينة الخاصة بالنخل.
عندما يحل يوم عاشوراء، يحمل الشبان المعزون هذا النخل المزين والمتشح بالسواد على أكتافهم ويجوبون به أزقة وأحياء القرية، تتبعهم مواكب العزاء والماتم الحسيني. وفي أحيان، يحمل المعزون علم العزاء هذا الى البقاع والمراقد المقدسة او مجالس العزاء والحسينيات. يذكر أن بعضاً من هذه الأعلام كبيرة الحجم وثقيلة جداً، مما يتطلب رجالاً أقوياء لحملها قد يتجاوز عددهم عشرة أشخاص.
كما أن لكل موكب عزاء يحمل النخل، دليلاً ومرشداً يسير بالموكب في ممرات خاصة، وذلك من اجل انشاد المراثي الحسينية ناهيك عن أن حاملي الأعلام يأخذون قسطاً من الراحة. حاملو النخل المتشح بالسواد يمسكون المقابض الأربعة للعلم ويضعونها على أكتافهم من خلال مخدات صغيرة، مرددين شعار «يا حسين».
وبعد غروب يوم عاشوراء وانتهاء مراسم ليلة عاشوراء الحزينة، يتم إرجاع أعلام النخل الى أماكنها في الحسينيات او مجالس العزاء.
مراسم العزاء الحسيني في شهر محرم الحرام هي إحدى التظاهرات الثقافية الدينية، ولها دروس ومفاهيم سامية في الفداء والتضحية بالنفس والعزة والكرامة والجهاد في سبيل الله تباركت أسماؤه، غير أن لها رموزاً واشارات مختلفة تتبلور في شتى المجالات الثقافية والفنية وحسب الظروف الاجتماعية والثقافية والعادات والطقوس التي تعرفها كل مدينة او منطقة في ايران.