تُعدّ "شوشتر" وجهة سياحية ومقصدا للسياح والمسافرين، نظرا لوجود منشآت مائية فيها ونظام ريّ عريقٍ يعود تاريخه إلى إيران القديمة، مما دفع الناس لزيارة العديد من هذه المعالم.

إن منشآت "شوشتر" المائية هي تعد من أكبر المجمعات الصناعية المعروفة في عصر ما قبل الثورة الصناعية في العالم، وقد أطلقت عليها اليونسكو اسم "منشآت "شوشتر" المائية، تحفة فنية من الإبداع والابتكار".

بُنيت منشآت "شوشتر" المائية في العصر الساساني للاستفادة من الطاقة المائية كقوة دافعة للمطاحن الصناعية. وتُعد مباني المطاحن والشلالات والقنوات والأنفاق الضخمة الموصلة والمتدفقة للمياه، بصفة أماكن للراحة والاستجمام، رائعة ومثيرة للاهتمام في هذا المجمع الضخم.

وذُكر هذا الموقع كأكبر مجمع صناعي قبل الثورة الصناعية في مذكرات رحلة السيدة "جان ديولافوا"، عالمة الآثار الفرنسية الشهيرة،

منشآت "شوشتر" المائية واستقطاب السياح

كُتبت عشرات الكتب والمقالات عن هذه الهياكل المائية، ويزورها آلاف السياح سنويًا. كما أنه تسافر العديد من المجموعات السياحية الأوروبية إلى إيران لمجرد زيارتها.

تُعد مباني المطاحن والشلالات والقنوات والأنفاق الضخمة الموصلة والمتدفقة للمياه، بصفة أماكن للراحة والاستجمام، رائعة ومثيرة للاهتمام في هذا المجمع الضخم.

وتقع في نهاية الجانب الغربي من المجمع، "سيكا" (الشلالات)، التي يمكن الوصول إليها عبر عدة درجات. وتوجد داخل هذه المساحة، بركة مثمنة الأضلاع ذات قنوات صغيرة. وتُغذي هذه البركة مياهها عبر جدول ينبع من جدار "سيكا" ويصب في النهر عبر قناتين صغيرتين.

من أبرز مميزات مجمع المطاحن والشلالات قربها من السياق التاريخي لمدينة "شوشتر". وفبالإضافة إلى الاستخدامات الصناعية، وفرت هذه المنطقة أيضًا المياه التي يحتاجها السكان في أوقات نقص المياه.

معالم الجذب اللافتة للأنفاق الثلاثة في هياكل "شوشتر" المائية

من المعالم البصرية الفريدة والجميلة التي يتميز بها هذا المجمع المائي، والتي تُضفي عليه طابعا خاصا، تدفق مياه مخلفات الطاحونة إلى منطقة تشبه البركة على شكل شلالات اصطناعية بديعة، مما يُضفي منظرا خلابا وساحرا على كل زائر.

كما يُمكن رؤية منظر خلاب في المنطقة الواقعة خلف السد، وهي مدخل المياه للأنفاق الثلاثة الشهيرة "سه كوره" و"فوهة المدينة" و"بليتي".

كانت الأنفاق الثلاثة خلف "جسر غركر" مسؤولة عن نقل كمية معينة من المياه لتحريك شفرات الطاحونة.

يُعد مجمع مطاحن وشلالات "شوشتر" من روائع التقنية والهندسية العالمية، بالنظر إلى تاريخ إنشائه. وهذه التحفة الهندسية فريدة من نوعها في إيران والعالم. ونظرا لأهمية مدينة "شوشتر" في مراحل تاريخية معينة، والاهتمام الخاص الذي أولته لبناء مرافق المياه في هذه المنطقة، التي تستفيد من تقنيات هندسية معقدة، فتجعلنا أن نعتزم في نهاية المطاف على اعتبار بناء هذه الطواحين من العصور القديمة، بل ومعاصرًا للعصر الساساني.

وقد سُجِّل مجمع مطاحن وشلالات "شوشتر" المرقم 2181 في قائمة الآثار الوطنية من قِبل منظمة التراث الثقافي عام 1998 للميلاد.