عندما ننظر هذه الأيام، في كل زقاق وشارع، فقد أُقيمت مجالس عزاء على حب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
تُقام طقوس خاصة وتقليدية في محافظة "جيلان" شمالي البلاد خلال هذه الأيام. ويُعدّ "جِهِل مِنبر" (أربعون منبرا) أحد طقوس الحداد الخاصة في مدينة "لاهيجان" ذات التاريخ الطويل.
تبدأ هذه الطقوس، التي تُخصّص لمواطني "لاهيجان"، بعد أذان المغرب في الأزقة القديمة مثل "برد سر"، "خمير كلاية"، شارع "حكيم فياض"، "آغا سيد محمد"، و"يحيى آباد"، و"غابنة".
وللمشاركة في هذه الطقوس، يجب تجهيز شموع ضريح رخيصة مصنوعة من خيوط قطنية مغموسة في الشمع، وكميات وفيرة من التمر في عبوات خاصة، كل منها جاهزة للبيع في زوايا الأزقة، لتكون منظما لمراسم عزاء "جهل منبر".

في الماضي، كان يُقام هذا الطقس عند باب منزل أربعين سيدا كريما، وقد تغير هذا مع مرور الزمن، واليوم يُقام عند باب المنزل الذي أقيم فيه مراسم العزاء الحسيني خلال العام أو الذي تبارك بهذه المراسم. ومع ذلك، في السنوات القليلة الماضية، لاحظنا أن جميع الأهالي، حتى من لا يسكنون هذه الأماكن، قد وضعوا منابر صغيرة خاصة بمراسم العزاء حول الأزقة، ووضعوا عليها موقدًا ناريًا، وطبقين فارغين، ووعاءً من الأرز النيء.

إن "أربعون منبرا" هي طقوس موجودة منذ سنوات طويلة، من العصر الصفوي إلى الآن، وتقام هذه المراسم الحزينة كل عام قبل فجر تاسوعاء أبي عبد الله الحسين (ع) بحماسة روحية في "لاهيجان".
يتم هذا الطقس الروحي من قبل هؤلاء الذين قضى الله حاجاتهم ونذروا سابقًا وحققوا أمانيهم. ويجب عليهم التوجه إلى أربعين منزلا أو مسجدا يكون أمامه منبرٌ لأداء نذوراتهم.

وخلال هذه النذورات ، يُجهّز صاحب كل منزلٍ بنى منبرًا أكياسا صغيرة من الأرز ويضع عليها صينية من الشموع، ويضع صاحب النذر نواةً من التمر في الصينية، ويُشعل شمعةً، ويأخذ كيسا من الأرز.
يعتقد أهل لاهيجان أن تقديم الطعام بهذا الأرز للمرضى أو الذين تكون لهم حاجات لم تقض بعد يُسدُّ ما يكفيهم.

يتوجه المشاركون في مراسم "أربعون منبرا"، مع أذان المغرب، إلى المساجد برفقة جماعات العزاء، وينتهي هذا المراسم، الذي يبدأ عند غروب الشمس، بإقامة الصلاة.

سُجِّلت مراسم "أربعون منبرا" التقليدية في سجل الأعمال المعنوية في البلاد وقد ذكر العلامة المجلسي هذه المراسم المقدسة في كتابه.