السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء ورحمة الله وبركاته
نحمد الله عزوجل على أن وفقنا لأن نكون معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج.
أيها الأطائب من شعر الموعظة، اخترنا لكم في هذا اللقاء قصيدة نسبتها بعض المصادر للعالم الزاهد عبد الله بن المبارك من أعلام القرن الهجري الثاني فيما نسبتها مصادر أخرى للشاعر الشهير أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم العنزي المتوفى سنة ۲۱۱ للهجرة، وفي القصيدة جملة إشارات لطيفة لقيمة التقوى وبركاتها وفيها يبدأ منشؤها بطلب الحلم من الله عزوجل قبل أن يتطرق للموعظة والحث على التقوى الحقيقية واجتناب الإنسان دعوة الناس إلى ما لايسبقهم إليه، قال الأديب رحمه الله:
أيا رب يا ذالعرش أنت رحيم
وأنت بما تخفي الصدور عليم
فيا رب هب لي منك حلما فإنني
أرى الحلم لم يندم عليه حليم
ويا رب هب لي منك عزما على التقى
أقيم به ما عشت حيث أقيم
ألا إن تقوى الله أكرم نسبة
تسامى بها عند الفخار كريم
إذا ما اجتنبت الناس إلا على التقى
خرجت من الدنيا وأنت سليم
أراك أمرا ترجو من الله عفوه
وأنت على ما لا يحب مقيم
فحتى متى تعصي ويعفو إلى متى
تبارك ربي إنه لرحيم
ولوقد توسدت الثرى وافترشته
لقد صرت لا يلوي عليك حميم
تدل على التقوى وأنت مقصر
أيا من يداوي الناس وهو سقيم
وإن امرأ لا يرتجي الناس نفعه
ولم يأمنوا منه الأذى للئيم
وإن امرأ لم يجعل البر كنزه
وإن كانت الدنيا له لعديم
وإن امرأ لم يلهه اليوم عن غد
تخوف ما يأتي به لحكيم
ومن يأمن الأيام جهلا وقد رأى
لهن صروفا كيدهن عظيم
فإن منى الدنيا غرور لأهلها
أبى الله أن يبقى عليه نعيم
وأذللت نفسي اليوم كيما أعزها
غدا حيث يبقى العز لي ويدوم
وللحق برهان وللموت فكرة
ومعتبر للعالمين قديم
كانت هذه مستمعينا الأكارم قصيدة في الموعظة والدعاء تنسب للعالم الزاهد عبد الله بن المبارك وكذلك لأبي العتاهية إسماعيل بن القاسم، وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (من القلب)، قد استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.