وقال الجنرال ليئور لوتان، أحد القادة المشهورين في جيش الاحتلال الصهيوني، في مقابلة مع صحيفة معاريف، إن "مرور 25 عاما على الفشل في عملية تخليص الجندي الإسرائيلي فاكسمان من أسر حماس، شكّل واحدة من اللحظات التاريخية الصعبة على اسرائيل؛ لأن نتيجة هذه المحاولة في النهاية كانت إخفاقا، بعد أن أسفرت عن قتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين خلال عملية الإنقاذ الفاشلة".
وأوضح لوتان، وهو المنسق السابق لشؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، وقائد سييرت متكال من أهم وحدات النخبة، أن هذه العملية "شكلت جزءا من السيرة الذاتية لنا ولإسرائيل كلها، لن ننسى هذه العملية أبدا؛ لأن الخروج لمثل هذه العمليات الخاصة لإنقاذ الأسرى والمخطوفين تشمل ضمنيا التعرض لمخاطر قاسية وصعبة، نخرج إليها فقط في اللحظة التي يتم فيها الانتهاء من الترتيبات والإعدادات الميدانية".
وأشار إلى أنه "في النهاية، فإن الحكم على نجاح العملية - وفق المعطيات الميدانية - يتمثل في مدى قدرتنا على تخليص الأسير الإسرائيلي من الأسر، ومصيره النهائي سيؤثر على العملية كلها ونتائجها، مع العلم أن القوات الإسرائيلية الخاصة وصلت إلى الاحتكاك المباشر مع القوة الآسرة من حماس داخل مبنى مكون من عدة طوابق، لكن طرف الخيط الذي وصلنا إليه لنجاح العملية شكّل خبرا سيئا".
وأكد أن "قائد الوحدة المهاجمة قتل، وأصيب قرابة عشرة جنود، وفي اللحظة التي وصلت فيها باقي القوات كان الآسرون قد قتلوا نخشون، مع العلم أنه تم أسره على بعد عدة كيلومترات فقط من مكان بيته في حي راموت بالقدس، حيث تم اختطافه قبل ستة أيام فقط على يد مقاتلي حماس، وفي تلك المرحلة نفذت الحركة سلسلة عمليات دامية عقب توقيع اتفاق أوسلو في 1994".
وأوضح أن "الإنذار الذي أطلقه الخاطفون كان لإطلاق سراح مئتي أسير فلسطيني، بينهم الشيخ أحمد ياسين زعيم حماس، ولكن في الليلة الأخيرة قبل انتهاء موعد الإنذار نجح جهاز الأمن العام- الشاباك في اعتقال أحد المشاركين في عملية الاختطاف، لكن التعرف على مكان الاختطاف شكّل بداية العملية، التي قامت خطتها على مفاجأة الخاطفين في حد أدنى من الزمن، وحد أقصى من التطلعات".
وكشف أن "العملية شاركت فيها ثلاث فرق جاهزة، وفرقة رابعة للتغطية، نفذنا عملية تمويه في أحراش البلدة، مع سير على الأقدام، ثم حاصرنا المنزل من كل الجهات، مع الاقتراب قدر الإمكان من جدرانه، ومن خلاله نحافظ على مستوى معقول من المفاجأة، وصلنا إلى بوابة البناية، كل واحد منا في زاويته الخاصة، فجأة وصلت سيارة، نزل منها أحدهم، وتوجه إلى البوابة الرئيسة للمنزل، رن على الجرس، ودخل إليه".
وأضاف أننا "انتظرنا عدة دقائق، ثم خرج من المنزل، واستقل سيارته، لكن الشاباك اعتقله مع وحدة دوفدفان، وحينها تلقينا خبرا مفاده أن نخشون حيا يرزق داخل المنزل، فخخنا الأبواب، واقتحمناه من الداخل، المكان كله أصبح دخانا، مع رائحة حريق، بعض الجنود أصيب بطلقات نارية من الخاطفين من داخل الغرفة، لكننا واصلنا الهجوم، ولحسن حظي رأيت نحشون بعيني، لكن الغرفة التي كان فيها شهدت معركة كاملة".
وأوضح أن "هذه العملية أسفرت عن مقتل الآسرين الثلاثة، وأصيب نخشون عدة عيارات نارية أطلقت عليه خلال العملية التي استغرقت كلها دقيقتين بالضبط، من لحظة تفخيخ المنزل من الخارج حتى الوصول إلى نخشون، لقد كنا أمام مسلحين مدربين؛ لأننا في ذلك العام خضنا عدة معارك مع مسلحين بالضفة الغربية، سواء من خلال إدارة القتال معهم، أو طبيعة الحوار الذي دار بيننا وبينهم قبل الاقتحام".
وأشار إلى أن "الآسرين حذرونا أنهم سيقتلون نخشون، وأنهم لا يخافون الموت، صرخنا عليهم أننا فقط نريد الجندي، لكننا أيقنا أنهم لا ينوون الخضوع، وفورا اتضح أن المهمة هي اقتحام المنزل، وحسم المعركة معهم، كان هذا فشلا صعبا وإخفاقا، شكل لنا دروسا واستخلاصات مستقبلية".
وكشف أن "اسحاق رابين رئيس الحكومة ووزير الحرب آنذاك التقى بنا، وأبلغنا عن سبب موافقته على تنفيذ هذه العملية التي تحمل مخاطرات كبيرة، بالقول إنه في اللحظة التي لا يوجد فيها أمام اسرائيل خيار عسكري، فإن واجبها أن تعيد أفرداها وجنودها من الأسر بالاتفاق، حتى لو شمل ذلك دفع أثمانا باهظة".