نص الحديث
قال الامام الرضا'>الامام الرضا (عليه السَّلام): الامام كالشمس الطالعة، المجللّة بنورها للعالم، وهو بالافق حيث لاتناله الابصار، ولا الايدي.
دلالة الحديث
هذا النص مقتطف من فقرات تتناول التعريف بالإمامة، اي: إمامة الاثني عشر معصوماً (عليهم السَّلام)، اولهم الامام علي بن ابي طالب، وآخرهم الامام المهدي (عليه السَّلام).
والمهم، هو: ان تعريفه (عليه السَّلام) بالامام قد اتخذ شكلاً فنياً أسميناه بـ (الخواطر) وهو نص حافل بفقرات كثيرة، نقف عند احداها، وهي: الفقرة التي تعتمد علي عنصر (التشبيه) حيث شبه الامام الرضا'>الامام الرضا (عليه السَّلام) الامام او الامامة بانها شمس قد جللّت بالنور، وبأن الشمس هي في الافق لا تنالها الابصار ولا الأيدي، والسؤال الآن، هو: ما هي اهمية هذه الفقرة دلالياً وبلاغياً؟
ينبغي ان نأخذ بنظر الاعتبار ان المعصومين (عليهم السَّلام)، ليسوا عاديين كسائر البشر، بل يمتازون بالعصمة: كما هو واضح، والعصمة هي: الخلّو من الذنب والخلّو من الخطأ: سواء أكان الخطأ فكرياً ام فنياً.
لذلك عندما يشّبه الامام الرضا'>الامام الرضا (عليه السَّلام) الامامة بالشمس لم يكن تشبيهه تشبيه الشعراء الذين تغلب عليهم العاطفة أو الخيال وإنما يتحدث عن الحقيقة بلغة الفن. من هنا، فإن ذهابه (عليه السَّلام) بأن الامام كالشمس يعني: حقيقة هذه الظاهرة، فكما يستفيد الناس من الشمس في الانارة وفي سائر طاقاتها كذلك الامام نفيد منه في كسب المعرفة وفي مطلق العطاءات والسبب من الوضوح بمكان ما دمنا نعرف تماماً بأن الائمة (عليهم السَّلام)، هم خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
بلاغة الحديث
واما من حيث البلاغة او الفن للفقرة المذكورة، فيكفي ان نلاحظ بأن النص قد اعتمد التشبيه المركب، اي: التشبيه الذي يعتمد على جملة صور متفرقة من الصور المرتبة وهي الشمس، فقد شبّه الامام بالشمس اولاً، ثم اوضح توشحها بالنور ثانياً، ثم ألمح الي مكانها ثالثاً، وهو الافق، ثم اوضح عدم إدراك البصر واليد للشمس الطالعة في الافق.
واهمية هذه الصورة المركبة، هي: واقعيتها حيث ان الامام بما انه معصوم حينئذ لا يمكن بأن يماثله شخص آخر عادي، وهذا ماعبّر عنه بصورة: الشمس التي لا تدركها الابصار ولا تنالها الايدي.
ولا نحسب ان واقعية الامامة تتجلّي باكثر من التشبيه المتقدم مادام الائمة (عليهم السَّلام) معصومين من الذنوب، ولا يصل احد الي مقامهم.