نص الحديث
قالت الزهراء (عليه السلام): القرآن: فيه مصابيح النور.
دلالة الحديث
هذا الحديث - مع وضوح دلالته - يتسّم بعمق وطرافة، انه يتحدث عن القرآن الكريم، بيد ان القرآن الكريم - وهو مخزون معرفي من الله تعالي - لا يحتاج الي تثمين من البشر مادام الله تعالي هو صاحب الكلام المذكور، وهل تمة عظمة غير الله تعالي وكلامه؟
اذن ما يتعين علينا الآن هو ما نستهلمه من الحديث المذكور من دلالة عميقة، وطرافة بلاغية.
اما الدلالة العميقة فيكفي ان نستحضر في الذهن ظاهرة (النور) وليس سواه، حيث ان القرآن الكريم تفسر عندما تحدث عن الله تعالي قال: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...»، اذن النور هو الرمز الأعمق دلالة من غيره في تشخيص الموضوع وادراك دلالته غير المحدودة.
بلاغة الحديث
اذن لنتحدث عن بلاغة (النور)، فماذا نستلهم؟
لقد استخدمت الزهراء (عليه السلام) (تناصاً) هو الاقتباس من القرآن نفسه، او هو تضمين ينطوي علي طرافة لا حدود لتصوراتها. ان الله تعالي عند ما يصف عظمته بانه (نور)، حينئذ فان الزهراء عليها السلام، حينما تقتبس كلمة (النور) التي استخدمها القرآن الكريم، وتجعلها رمزاً لما يحمله القرآن الكريم من المبادئ، حينئذ سنظفر بما لا حدود له من الدلالات ذات العمق والطرافة من الاستخدام المذكور.
لقد استخدمت الزهراء (عليه السلام) (مصابيح النور)، اي: الأداة الحاملة للنور، مضافاً الي النور، وهذا يعني ان الدلالة الرمزية المكثفة لعباده (مصابيح النور) ترمز الي ان المصباح الذي يحمل نوراً هو: ان كل متلقّ للقرآن يستفيد من النور بقدر ما يناسبه ويتجانس مع ما يطمح إليه، فتلائمة استفادة منه لمن يعني بالايمان، واستفادة لمن يعني بالأخلاق، واشتقاقات لمن يعني بالاجتماع، اي: لكل واحد من ان يقتبس من المصباح ما يتناسب وحجم المعرفة لدي المتلقي: مادام المصباح يرمز الي الدلالة المكثفة غير المحدودة.
اذن ما ابلغ الكلام المذكور؟ انها بلاغة المصطفي (عليه السلام)، وبلاغة الامام عليّ (عليه السلام)، متجسدة في بلاغة الزهراء (عليه السلام).