وتوضح السنة المكتوبة على لحد مقبرة عبدالله وهي 716 للهجرة، أن هذا العارف الكبير كان يعاصر السلطان الايلخاني المسلم محمد خدا بنده.
ايوان هذا البناء هو من معالم العهد الايلخاني، غير أن بعض الباحثين يعتقدون ان منارتي العمارة تمت اضافتهما الى الايوان فيما بعد. ولكن مما لا شك فيه هو أن ما يميز «منارجنبان» (المنارة المتحركة باصفهان) عن مثيلاتها المتحركة هو تحرك باقي أجزاء البناء ناهيك عن المنارتين المتحركتين نفسيهما.
ان تحرك هاتين المنارتين كان لمدة من الزمن يثير تساؤلاً يشغل بال العلماء والخبراء.
ومازل الفن المعماري الخاص بهذا البناء يكتنفه السر والغموض. «منار جنبان» ليست هي العمارة الوحيدة التي تتحرك في العالم بل نجد نظيرات لها في العراق والسعودية. وعلى كل حال ان السبب العلمي الرئيس في تحرك المنارتين انما يعود الى ظاهرة «دوبلر» في علم الفيزياء، فوجود تشابه في النمط المعماري الخاص بهاتين المنارتين، جعلهما تتأثران بعضهما بالبعض.
لكن ما هو سرّ الغموض الذي يكتنف المنارتين؟ فاذا صعد شخصٌ سطح هذا البناء عن طريق سبعة عشر سلماً موجوداً في كل منارة وينتهي الى السطح وبدأ يهز واحدة من المنارتين، تتحرك هذه المنارة وفي الوقت نفسه تتحرك المنارة الأخرى فالحقيقه هو أن البناء كله يتحرك، بيد أن حركة المنارة نفسها فقط يمكن رؤيتها ولأجل مشاهدة حركة البناء ولمسها فبامكاننا أن نضع كوباً من الماء على مقبرة باسم مقبرة العم عبدالله لنشعر هزته.
يبلغ ارتفاع ايوان مقبرة العم عبدالله 10 أمتار عن سطح الارض، بينما يصل ارتفاع كل منارة 5/7 أمتار. تقع مقبرة العارف عبدالله في هذا الايوان، ويتم الصعود الى سطح هذا البناء والمنارتين بواسطة سلالم ملوية.
إن استخدام آجر خاص يتميز بمطاطية عالية مقارنة بالآجر الاعتيادي المستخدم في باقي الأقسام فضلاً عن تحرّك المنارتين عبر اهتزازها وفقاً للقوانين الفيزيائية، كل ذلك يسدل الستار عن سر أشهر منارة متحركة في العالم، كما يكشف لنا جوهر وعمق العلوم والتقنية التي استخدمها معماريو هذا البناء على مدى القرون السبعة المنصرمة، وليست هناك معلوماتٌ دقيقة عن أسماء معماريي هذا البناء.
لكن وكما يرى الخبراء ثمة منارات أخرى تضاهي هذه المنارة في حركتها الفيزيائية وبنيت بالتزامن مع بناء هذه العمارة ومنارتيها. ونذكر منها على سبيل المثال منارات مسجد أشترجان على بعد 40 كيلومتراً في غرب اصفهان والتي تعرض معظمها للدمار وكذلك إحدى منارات مسجد الامام علي بن أبي طالب(ع) في مدينة البصرة.
جاء في رحلة السائح المغربي الشهير «ابن بطوطة» في القرن الثامن الهجري ان هذه المنارة كانت تتحرك، ما زاد من قيمة هذا المسجد ضعفين.
هذا البناء مزين بأنواع القاشاني اللاجوردي والفيروزجي، ونصبت على مقبرة العارف عبدالله قطعة من حجر الرخام نقشت على زواياها سورة يس المباركة.
كما توجد كتيبات أخرى في هذه البقعة بما فيها كتيبة من الرخام تعلو المقبرة ويذكر أن العم عبدالله كان رجلاً زاهداً ورعاً.