البث المباشر

حضور الشباب في المجالات السياسيّة

الإثنين 28 أكتوبر 2019 - 11:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نبض الحياة: الحلقة 26

إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
مرحباً بكم عند جولتنا الجديدة هذه في عالم الشباب وقضاياه عبر برنامجكم نبض الحياة راجين أن تمضوا معنا أوقاتاً طيّبة مع موضوع حلقتنا لهذا الأسبوع والذي يدور حول حضور الشباب وتواجدهم في المجالات السياسيّة ، تابعونا ...
مستمعينا الأفاضل !
كان الشباب ومايزالون مصدراً للتطوّرات والتغيّرات اللافتة علي مرّ التاريخ في المجالات المختلفة سواء السياسيّة أو الاقتصاديّة أو الثقافية أو الاجتماعيّة . فدور الشباب في كل المجالات يعدّ مصيرياً وبنّاء .
ولاشك في أن جيل الأحداث في كل بلد يعتبرون المديرين التنفيذيّين والسياسيين لمستقبل ذلك البلد . ومع الأخذ بعين الاعتبار الإحصائيّات الرسميّة و كون الشباب يشكّلون النسبة الأكبر من السكّان في البلدان النامية ، فإن بإمكان الأحداث والشباب أن يصبحوا الناشطين السياسيين لمستقبل البلد من خلال توجيهات التيّارات السياسيّة النزيهة والتعرّف علي الأحزاب الناشطة في مجال السياسة . ومن شأن المشاركة في مجال الانتخابات و تشكيل الاتحادات الطلّابية وإقامة الملتقيات الوطنيّة ذات الموضوعات السياسيّة و تأسيس الصحافة الطلّابيّة أن يسهم في التأسيس لمشاركة الجيل الشاب في القضايا السياسيّة الساخنة .
ومن خصوصيّات الجيل الشاب، رغبته في المشاركة في قضايا اليوم وأوضاع المجتمع السياسيّة بل إن الخبراء يعتبرون الشاب موجوداً سياسياً . ولعل السبب في ذلك أن الشاب يميل للانتماء إلي المجموعات . ومن جهة أخري فإن سلوكه وتحرّكاته تشبه نظائرها عند الأشخاص السياسيين؛ ذلك لأنه يري نفسه بحاجة إلي القانون مع شعوره بحبّ الحريّة والاستقلال ويريد أن يبدي رأيه في شؤون الإعلام المختلفة و أن يكون له الحق في إبداء الرأي . وهو بحاجة إلي السلطة والنفوذ كي يحقق أهدافه في ظلّهما . وهو محارب جسور في خط قتال العدو ولكنه يفكّر في السلام في ذات الوقت .
والشباب بالغو الحسّاسيّة في المجالين السياسي والاجتماعي . و من أمثلة مشاركة الجيل الشاب في الأمور السياسيّة والاجتماعيّة، التشاورُ والإرشاد والمشاركة في الاعتراضات و الدفاع عن النظام ودعمه وما إلي ذلك ، وبالطبع فإن ذلك لا يتيسّر إلا من خلال دعم الحكومة . وفي الحقيقة فإن الشاب يتوقّع من مجتمعه أن يمهّد لمشاركته الفاعلة في القضايا السياسية والاجتماعية . والمشاركة المؤثرة للشريحة الشابّة في هذه القضايا هي عامل تطوّر المجتمع ؛ لأن الجيل الشاب يشكّل قسماً كبيراً من السكّان في البلدان المختلفة كما ذكرنا . ولذلك ، فإن من شأن التنسيق معهم وإشراكهم في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة المختلفة أن يترك تأثيره الكبير إلي حد بعيد .
أحبّتنا المستمعين !
ومن المعلوم أن الدين الإسلامي لا يهتم بالأمور الفرديّة والأخلاقية فحسب ، بل إن السياسة هي من صميم اهتماماته أيضاً ؛ فالإنسان المسلم لايمكن أن يتخذ موقف الصمت واللامبالاة إزاء قضايا السياسة والحكم في المجتمع ، وتعاليمُ القرآن والروايات مفعمة بالأوامر والإرشادات التي تخرج الإنسان المسلم من النطاق الفردي البحت إلي الآفاق الواسعة للنشاطات الاجتماعيّة والحياة الجماعيّة . ولذلك ، نري في الكثير من البلدان التي رفع فيها لواء الاستقلال ، شباباً أبطالاً وصامدين يمثّلون محور المقاومة .
وفي الحقيقة فإنّ الجيل الشاب إن تمّ توجيهه وإرشاده كما ينبغي و كانت له توجّهات سياسيّة صحيحة ، فسوف يكون له دور أساسي في تعيين مصير البلد و تركيبته السياسيّة ، وعلي سبيل المثال فقد تأسست الدولة الإسلاميّة في المدينة بدعم الشباب . وقد هيّأ النبي الأعظم (ص) أرضية مشاركة الشباب في الأمور السياسيّة منذ الأيام الأولي من البعثة . ولذلك ، فإن الشباب لبّي قبل شرائح الناس الأخري في الجزيرة العربيّة نداءَ رسول الله (ص) وآمنوا بالله . فلقد اعتنقوا الدين الإسلامي و هبّوا للالتزام بتعاليمه رغم المعارضة الشديدة لزعماء قريش وحلفائهم . وكان زيد بن الحارث ابن النبي (ص) بالتبنّي من جملة الشباب الذين آمنوا به (ص) واختاروا الإسلام كمنهج لحياتهم .
مستمعينا الأعزّة !
ومن بين الشعائر الدينيّة البالغة التأثير في عهد رسول الله (ص) والتي كان تتميّز بالطابع العبادي والسياسي ، إقامةُ الصلاة جماعة . ولم يكن للعرب في الجاهليّة سابق عهد بهذا العمل وعندما كان النبي يقف للصلاة مع عدد من أصحابه، كان عمله هذا يبدو خرقاً للعادة وكان الشباب يرافقونه أكثر من أية شريحة أخري. وكان المسافرون القادمون من أماكن بعيدة إلي مكة يقعون تحت تأثير مشاهدة هذا المنظر .
وكان رسول الله (ص) يهيء الأرضية لتواجد الشباب في المجالات السياسية والعبادية والعسكرية والمجالات الأخري وكان يدعوهم إلي المشاركة في الممارسات الدينية والاجتماعيّة في مكة والمدينة . كما كان يتيح المجال للشباب في التعليم والتربية والمجالات الثقافيّة كي يشاركوا فيها معتمدين علي أنفسهم . وعلي سبيل المثال فإن بلال الحبشي الذي كان شاباً من الحبشة، وجد هويته واكتسب شخصية بفضل دعم النبي (ص) وكان يرافقه دوماً ولايكاد يفارقه .
و العصر الحالي يتطلّب هو أيضاً الحضور الفاعل للجيل الشاب في الأنشطة الإسلاميّة والاجتماعيّة المختلفة و الشباب يتوقّعون أن يشاركوا في قضايا المجتمع المختلفة . يقول الإمام الخميني رحمه الله حول مشاركة الشباب في الأمور السياسية والاجتماعية للمجتمع :
يجب عليكم يا شباب يامن أنتم أمل المسلمين أن تبثّوا الوعي بين الشعوب وأن تفضحوا المخطّطات المشؤومة والمدمِّرة للمستعمرين . وعليكم أن تكونوا أكثر جدية في التعرّف علي الإسلام . تعلّموا تعاليم القرآن المقدّسة وطبّقوها . واسعوا بكل إخلاص في نشر الإسلام وتعريف الأمم الأخري به و تحقيق أهداف الإسلام وغاياته الكبري ، هذّبوا أنفسكم وجهّزوها ، واتحدوا و رصّوا صفوفكم . اتحدوا في الفكر ما أمكنكم و كونوا مضحّين . ولا تتوانوا عن فضح أنظمة الحكم المتجبّرة المعادية للإسلام والمسلمين . أوصولو صوت إخوتكم المعذّبين والمسلمين إلي أسماع العالم و تعاطفوا معهم ... .
مستمعينا الأحبّة !
انتظرونا في الحلقة القادمة بإذن الله من برنامج نبض الحياة عند مزيد من الأضواء علي دور الشباب في المجالات والحياة السياسيّة للمجتمع ، شكراً علي طيب المتابعة ، وفي أمان الله ..

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة