البث المباشر

حب الخير وحسن النصيحة للخلق

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 15:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من آخلاق الله: الحلقة 17

بسم الله وله الحمد أن جعلنا من أمة أنفع خلق صفوته الطاهرة حبيبه المصطفى وآله الأئمة البررة صلواته وتحياته عليهم أجمعين. السلام عليكم أعزائنا المستمعين، تحية طيبة مباركة يسرنا أن نهديها لكم في مطلع لقاء آخر من هذا البرنامج وإنارات جديدة في طريق التخلق بالأخلاق الإلهية. في هذا اللقاء اخترنا لكم أيها الأعزاء روايتين من سيرة اثنين من أئمة العترة المحمدية عليهم السلام، ففي الرواية الأولى نلتقي بتجلي عدة من أخلاق الله عزوجل في موقف لوليه الإمام علي الهادي عليه السلام، منها خلق المجازات بالتي هي أحسن وخلق حسن النصيحة للخلق، فيما يتجلى في موقف الإمام الصادق عليه السلام في الرواية الثانية خلق حسن النصيحة للخلق مع سعة الجود والكرم، تابعونا مشكورين.
أيها الإخوة والأخوات الرواية الأولى نقلها عدة من مصادرنا الحديثية المعتبرة وعنها نقلها المرجع الديني التقي آية الله الشيخ وحيد الخراساني في مقدمة رسالته العملية منهاج الصالحين، وهي مروية عن حاجب كان يعمل في بلاط الطاغية العباسي الملقب بالمتوكل، قال هذا الحاجب واسمه زرافة: أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) يوم السلام، أي أن الطاغية العباسي أراد الإساءة للإمام الهادي عليه السلام بإخراجه في هذا اليوم، فقال له وزيره: إن في هذا شناعة عليك وسوء مقالة فلا تفعل. قال: لا بد من هذا. قال الوزير: فإن لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد والأشراف كلهم حتى لا يظن الناس انك قصدته بهذا دون غيره، ففعل ومشى (عليه السلام) وكان الصيف، فوافى الدهليز وقد عرق. قال زرافة حاجب المتوكل: فلقيته فأجلسته في الدهليز ومسحت وجهه بمنديل وقلت: إن ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك، فلا تجد عليه في قلبك. فقال: إيها عنك "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب" قال زرافة: وكان عندي معلم يتشيع وكنت كثيرا أمازحه بالرافضي فانصرفت إلى منزلي وقت العشاء وقلت: تعال يا رافضي حتى أحدثك بشيء سمعته اليوم ممن إمامكم. قال: وما سمعت؟ فأخبرته بما قال. قال: يا حاجب أنت سمعت هذا من علي بن محمد (عليهما السلام)؟ قلت: نعم. قال: فحقك علي واجب بحق خدمتي لك، فاقبل نصيحتي، قلت: هاتها. قال: إن كان علي بن محمد عليهما السلام قد قال ما قلت فاحترز واخزن كل ما تملكه، فإن المتوكل يقتل أو يموت بعد ثلاثة أيام، فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يدي، فخرج. فلما خلوت بنفسي، تفكرت وقلت: ما يضرني أن آخذ بالحزم، فإن كان من هذا شيء كنت قد أخذت بالحزم، وإن لم يكن لم يضرني ذلك، قال: فركبت إلى دار المتوكل فأخرجت كل ما كان لي فيها، وفرقت كل ما كان في داري إلى عند أقوام أثق بهم، ولم أترك في داري إلا حصيرا أقعد عليه، فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل وسلمت أنا ومالي، فتشيعت عند ذلك وصرت إليه، ولزمت خدمته، وسألته أن يدعو لي وتوليته حق الولاية.
مستمعينا الأفاضل قال آية الله الشيخ وحيد الخراساني معلقا على هذه الرواية: وغير خفي أن ما ناله الرجل من الأمن في الدنيا والأمان في الآخرة ببركة خدمته للإمام (عليه السلام) بمسح عرق وجهه.
مستمعينا الأفاضل، ومن سيرة مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام ننقل لكم الموقف التالي الذي يجلي فيه اثنين من أبرز الأخلاق الإلهية هما سعة الكرم والجود وحسن النصيحة، روى الشيخ الكشي في كتاب الرجال بسنده عن مفضل بن قيس قال: دخلت على أبي عبد الله الصادق عليه السلام فشكوت إليه بعض حالي وسألته الدعاء فقال: يا جارية هات الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجاءت بكيس فقال: هذا كيس فيه أربعمائة دينار، فاستعن به قال: قلت: والله جعلت فداك، ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء لي فقال لي: ولا أدع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم.
مستمعينا الأكارم، وها نحن نصل بتوفيق الله إلى ختام حلقة أخرى من برنامج (من أخلاق الله)، استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة