يسرنا أن نكون معكم في حلقة أخري من هذا البرنامج نعيش دقائق مع طائفة مما روته المصادر الحديثية المعتبرة من فضائل وأخلاق ووصايا أهل بيت النبوة (عليهم السلام).
ولنبدأ علي بركة الله بمجموعة من الأحاديث المبينة لوثاقة الترابط بين نبوة سيد الرسل وإمامة العترة المحمدية الطاهرة، وأولها قول رسول الله (صلي الله عليه وآله): نحن سفينة النجاة، من تعلق بها نجا، ومن حاد عنها هلك فمن كان له إلي الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت.
وعنه (صلي الله عليه وآله) قال أيضاً: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها زج في النار.
وقال الإمام علي (عليه السلام): يا كميل، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله) لي قولا والمهاجرون والأنصار متوافرون يوماً بعد العصر، يوم النصف من شهر رمضان، قائماً علي قدميه فوق منبره: علي وابناي منه، الطيبون مني وأنا منهم، وهم الطيبون بعد أمهم، وهم سفينة، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هوي، الناجي في الجنة والهاوي في لظي.
وفي حديثٍ تمثيلي بليغ قال إمام البلغاء علي (عليه السلام): إن الحسن والحسين سبطا هذه الأمة، وهما من محمد كمكان العينين من الرأس، وأما أنا فكمكان اليدين من البدن، وأما فاطمة فكمكان القلب من الجسد. مثلنا مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق.
وعنه (عليه السلام): من اتبع أمرنا سبق، من ركب غير سفينتنا غرق.
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام): نحن الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها ويغرق من تركها.
لنفتح قلوبنا في هذه الفقرة من برنامج مصابيح الهدي للروايات التالية المعبرة عن شدة تعظيم أئمة العترة المحمدية لله جل جلاله.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشي حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكي، وإذا ذكر القبر بكي، وإذا ذكر البعث والنشور بكي، وإذا ذكر الممر علي الصراط بكي، وإذا ذكر العرض علي الله تعالي ذكره شهق شهقة يغشي عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عزوجل، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، ويسأل الله الجنة ويعوذ به من النار، وكان (عليه السلام) لا يقرأ من كتاب الله عزوجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» إلا قال: لبيك اللهم لبيك. ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه.
وقال الإمام السجاد ايضاً: كان الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) يصلي، فمر بين يديه رجل فنهاه بعض جلسائه، فلما انصرف من صلاته قال (عليه السلام) لمن نهي الرجل عن المرور من إمام الإمام: لم نهيت الرجل؟
قال: يا بن رسول الله، حظر فيما بينك وبين المحراب.
فقال: ويحك! إن الله عزوجل أقرب إلي من أن يحظر فيما بيني وبينه أحد.
وقال أبان بن تغلب: قلت لأبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام): إني رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر، فقال لي: والله إن علي بن الحسين (عليهما السلام) كان يعرف الذي يقوم بين يديه وقال أبو أيوب: كان أبو جعفر وأبو عبد الله يعني الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) إذا قاما إلي الصلاة تغيرت ألوانهما حمرة ومرة صفرة، وكأنما يناجيان شيئاً يريانه وروي أن الإمام الباقر (عليه السلام) كان يصلي ذات يوم فوقع علي رأسه شيء، فلم ينزعه من رأسه حتي قام إليه إبنه جعفر الصادق فنزعه من رأسه، وذلك تعظيماً لله وإقبالاً علي صلاته، وهو قول الله: «أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا».
المقطع التالي من وصية أوصي بها الإمام الصادق المؤمنين وفيها هداية لسبيل الفوز بالحب الإلهي، قال (عليه السلام): من سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عزوجل لنبيه (صلي الله عليه وآله): «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» والله، لا يطيع الله عبد أبداً إلا أدخل الله عليه في طاعته إتباعنا.
ولا والله، لا يتبعنا عبد أبداً إلا أحبه الله. ولا والله، لا يدع أحد اتباعنا أبداً إلا أبغضنا. ولا والله، لا يبغضنا أحد أبداً إلا عصي الله، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه علي وجهه في النار، والحمد لله رب العالمين.