أهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامجكم هذا وهي تشتمل علي تسعٍ حكايات قصيرة جداً تنطق بهداية مشتركة عن سوء تبعات إيذاء الحيوان وبركة وحسن جزاء الرفق به الأولي مروية عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه قال: عذبت امرأة في هر ربطته حتي مات ولم ترسله فيأكل من خشاش الأرض، فوجبت لها النار بذلك والحكاية الثانية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتي ماتت عطشا والحكاية الثالثة عن رسول الله (عليه السلام) قال: رأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلة ومدبرة، كانت أوثقتها فلم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من خشاش الأرض.
والحكاية الرابعة هي علي الطرف الاخر وحسن عاقبة الرفق بالحيوان فقد روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه غفر لامرأة من أهل المعاصي مرت بكلب علي بئر وهو يلهث كاد يقتله العطش لا يستطيع أن يشرب من البئر، فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء وسقته فغفر الله لها بذلك.
والحكاية الخامسة جاءت ضمن حديث وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قالت إبنته أم كلثوم: ثم نزل إلي الدار، وكان في الدار أوز قد أهدي إلي أخي الحسين (عليه السلام)، فلما نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه وكان قبل تلك الليلة لم يصحن [فحبست الأوز] فقال لي: يا بنية بحقي عليك إلا ما أطلقتيه، فقد حبست ما ليس له لسان ولا يقدر علي الكلام إذا جاع أو عطش، فأطعميه واسقيه وإلا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض.
والحكاية السادسة تحمل إنذاراً من شكوي في يوم الحساب فقد روي أن رسول الله (صلي الله عليه وآله) - أبصر ناقة معقولة وعليها هازها- فقال أين صاحبها؟ مروه فليستعد للخصومة أي أن الناقة ستشتكي عليه يوم القيامة لأنه آذاها بعقلها قبل أن ينزل عنها جهازها.
والحكاية السابعة والحكاية الثامنة هما من سيرة الإمام زين العابدين (سلام الله عليه) إذ روي أبو نعيم في كتاب الحلية بسنده عن عمر بن ثابت قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) لا يضرب بعيره من المدينة إلي مكة. وروي المفيد في الارشاد بسنده ان الإمام السجاد (عليه السلام) حج مرة فالتاثت عليه الناقة في سيرها أي أبطأت فأشار إليها بالقضيب ثم قال آه لو لا القصاص ورد يده عنها وفي رواية إنه رفع القضيب وأشار إليها وقال لو لا خوف القصاص لفعلت. وروي أنه (عليه السلام) حج علي ناقة عشرين حجة ما قرعها بسوط.
أما الحكاية الأخيرة فهي تشتمل علي الهداية المشتركة بكلا قسميها أي سوء تبعة إيذاء الحيوان وحسن الرفق به، ففي كتاب الفرج بعد الشدة قال القاضي التنوخي وروي في الاخبار: أن صدّيقا ذبح عجلاً بين يدي أمه فخبل عقله، فبينما هو كذلك ذات يوم تحت شجرة فيها وكر طائر إذ وقع فرخ ذلك الطائر في الأرض فغبر في التراب فأتاه الطائر فجعل يطير فوق رأسه، فأخذ الصديق الفرخ فمسحه من التراب وأعاده في وكره فرد الله عليه عقله!