البث المباشر

شذرات من أخلاق سيدة نساء العالمين (صلوات الله عليها)

الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 15:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق الفاطمية: الحلقة 52

السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله...تحية طيبة نستهل بها الحلقة الثانية والخمسين والأخيرة من حلقات هذا البرنامج…..وقد استعرضنا في حلقاته شذرات من أخلاق سيدة نساء العالمين- صلوات الله عليها-، ونختم الحديث عنها بالإشارة الى ثلاث نقاطٍ أساسية. الأولى هي أن الأخلاق الفاطمية هي في الواقع مرآةٌ تعكس للعالمين أخلاق الله عزوجل.
فالصديقة الكبرى سلام الله عليها هي ولا شك سيدة العاملين بوصية النبي الأكرم الشهيرة التي وردت في قوله – صلى الله عليه وآله-: تخلقوا بأخلاق الله…..وعندما نستذكرعصمتها المطلقة وكمالها الأتم – صلوات الله عليها- يتضح لنا أن إظهارها لأخلاق الله عزوجل هو في أكمل صور التخلق الممكنة بالنسبة للإنسان.
من هنا تكون أخلاقها سلام الله عليها الأسوة الكاملة لجميع طلاب العمل بالوصية النبوية الخالدة بشأن التخلق بأخلاق الله عزوجل. ولذلك فإن التأمل في أخلاقها عليها السلام يشكل عوناً كبيراً لهم في التقرب من الله عزوجل وطي معارج الكمال والحياة الطيبة بوسيلة التخلق بالأخلاق الإلهية.
مستمعينا الأفاضل، أما النقطة الثانية التي ينبغي الإشارة إليها هنا فهي أن التأسي بالصديقة الكبرى والسعي للتخلق بأخلاقها كمصداق للتخلق بأخلاق الله عزوجل، هذا الأمر يشمل جميع طلاب الحياة الطيبة والتقرب من الله عزوجل رجالاً كانوا أم نساءً، ولا ينحصر بالنساء وحدهن.
نعم هناك أخلاق تختص بالنساء وهي محدودة جداً في حين أن أغلب الأخلاق عامة تشمل الجميع…ويكفينا أن نشير في هذا المقام الى قول مولانا إمام العصر- عجل الله فرجه- في إحدى رسائله المروية في المصادر المعتبرة: (ولي في بنت رسول الله- صلى الله عليه وآله- أسوة حسنه).
فهي سلام الله عليها أسوة حتى للمعصومين – عليهم السلام-، وبالطبع لانستطيع أن نبلغ المرتبة السامية لأخلاقها ولكن بالإمكان وبمعونة الله عزوجل ان نصل الى بعض مراتب أخلاقها- صلوات الله عليها- كل حسب استعداده.
أعزاءنا المستمعين أما النقطة الثالثة التي ينبغي الإشارة إليها هنا فهي أن من بديهيات عقائد مدرسة أهل البيت- عليهم السلام- كون حياة الصديقة الشهيدة مستمرة غير محدودة بالأعوام الثمانية عشر التي عاشتها في هذه الحياة الدنيا…. وبناءً على ذلك فإن بركات أخلاقها مستمرة أيضاً، فمثلاً علمنا أن من أخلاقها صلوات الله عليها شديد رأفتها بالمؤمنين وعدم تخييبها للسائلين وعظمة جودها وعطائها...وهذه الأخلاق السامية تظهر بعد وفاتها وفي كل العصور في تعاملها مع المتوسلين بها الى الله عزوجل وطالبي رأفتها وعطائها، فلا ترد متوسلاً وسائلاً إلا بما تقربه عينه وتعود عليه بفوق ما يأمله ويرجوه...رزقنا الله وإياكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صدق السعي للتخلق بالأخلاق الفاطمية وصدق التوسل بها إليه جل جلاله إنه سميع مجيب وشكراً لكم على جميل متابعتكم لبرنامج (من الأخلاق الفاطمية) دمتم في رعاية الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة