البث المباشر

من نماذج الزهد الفاطمي

الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 15:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق الفاطمية: الحلقة 46

السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله، الزهد هو أعزاءنا المستمعين من ابرز أخلاق أولياء الله الصادقين، فهو يعتبر عن صدق الإيمان بأن كل ما عند الإنسان هو متاع الحياة الدنيا وأن ما عند الله خيرٌ وابقى، فما عند الإنسان ينفد وما عند الله باق. وكلما إشتد يقين المؤمن بهذه الحقيقة صار الزهد بالمتاع الدنيوي سجية وخلقاً راسخاً في سلوكه لا يمنعه عنه شيء. كان لفاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام عقدٌ تعتز به لأنه هدية من فاطمة بنت عمها حمزة سيد شهداء أحد رضوان الله عليه، فجاءها ذات يوم بلالٌ مع أعرابي جائع بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله الى بيتها إذ لم يكن لديه شيء يطعمه ويكسيه به، وكان ذلك في وقت مرت على بيت فاطمة ثلاثة أيام بدون طعام، فنزعت عليها السلام عقدها العزيز عليها وأعطته للأعرابي وهي تقول له: خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه.
وقد سمعتم من قبل أيها الأعزاء قصة تصدقها سلام الله عليها بثوب زفافها الذي أهداه لها أبوها رسول الله صلى الله عليه وآله تصدقت به مع شدة حبها له وقبيل الزفاف وليس بعده، تصدقت به على سائل طرق باب بيتها وطلب ثوباً قديماً، فأبت إلا أن تتصدق بثوبها الجديد الذي تحبه لأنه هدية أبيها المصطفى وثوب زفافها للوصي المرتضى، وإحتفظت بثوبها القديم وهي تتلو قوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون".
وفي حكاية ثالثة ونظائرها كثيرة في السيرة الفاطمية روى المؤرخون أن رجلاً فقيراً من بني سليم جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأسلم على يديه بعد ما رأى الآيات الباهرة، ولم يكن معه زادٌ لطريق عودته الى قومه فجاء به سلمان الى فاطمة ولم يكن في بيت فاطمة طعامٌ فنزعت كساءها الدرع وهو نوعٌ من الثياب وقالت لسلمان: يا سلمان والذي بعث بالحق محمداً نبياً إن لنا ثلاثاً ما طعمنا وإن الحسن والحسين قد إضطربا من شدة الجوع ثم رقدا، ولكن يا سلمان لا أرد الخير يأتي، خذ درعي هذا ثم أمض به الى شمعون اليهودي وقل له: تقول فاطمة بنت محمد: أقرضني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أرده عليك إن شاء الله. فلما أخذ سلمان كساء فاطمة الى شمعون وحدثه بالأمر بكى اليهودي وهو يقلب الكساء في كفه وقال: يا سلمان هذا والله هو الزهد في الدنيا، هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فأسلم الرجل وحسن اسلامه.
نشكر لكم أيها الاخوة والأخوات طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج من الأخلاق الفاطمية، قد إستمعتم لها مشكورين من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة