بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته
ايها الاخوة والاخوات الامام علي عليه السلام تبنى مع نفسه سياسة ترتكز على الوفاء بعهده وصدقه في ادارة اموال المسلمين فحافظ على بيت المال من اوجه عديدة، نقف هنا على بعضها في وقائع جاءت ضمن كلام له عليه السلام يذكره صاحب البحار العلامة المجلسي عن نهج البلاغة، نقف عليها بعد فاصل قصير.
فلنرتقب تلك الوقائع التي اشرنا الى ذكرها من خلال كلام الامام علي عليه السلام نفسه حيث يقول: والله لو ابيت على حسف السعدان مسهدا او اجر في الاغلال مصفدا احب الي من ان القى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم يوم القيامة ظالماً لبعض العباد وغاصباً لشيء من الحطام وكيف اظلم احداً لنفس يسرع الى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها.
وهنا اعزائي الكرام سترد احدى القصص ضمن كلامه عليه السلام حيث يقول "والله لقد رأيت عقيلاً وقد املق حتى استماحني من بركم صاعاً ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الالوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم وعاودني مؤكداً وكرر علي القول مردداً فأصغيت اليه سمعي فظن اني ابيعه ديني واتبع قياده مفارقاً طريقتي فأحميت له حديدة ثم ادنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من المها اي ذي سقم مؤلم وكاد ان يحترق من ميسمها فقلت له ثكلت الثواكل ياعقيل أتأن من حديدة احماها انسانها للعبه وتجرني الى نار سجرها جبارها لغضبه، أتأن من الاذى ولاأئن من لظى؟ "
نعم مستمعينا الكرام هكذا كان رد الامام علي عليه السلام على عقيل وقد جسد عملياً صدق عهده الذي قطعه مع نفسه للمحافظة على اموال المسلمين.
بهذا ايها الكرام نأتي الى نهاية هذا اللقاء من الاخلاق العلوية قدمناه لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكركم على حسن المتابعة ونسألكم الدعاء.