بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية، حيث نقف على جانب من أخلاق اميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، وأخلاقه (ع) متجسّدة في فعله وقوله ووصاياه، نرجوا شاكرين ان تبقوا معنا ونحن نشير الى ما يؤكّد عليه من الأخلاق الحسنة يتجسّد فيها عنصر الانابة المطلقة الى الله تعالى، نعود بعد فاصل قصير.
اعزاءنا الكرام، من سمو ذات الامام علي (ع) ومن عناصر اخلاقه (انابته المطلقة الى الله تعالى)، فقد كان (ع) من أعظم المنيبين الى الله سبحانه بعد النبي الاكرم (ص)، ومن اكثرهم خوفاً ورهبة منه تعالى، وقد روى المؤرخون صوراً عديدة عن خشيته من الله تعالى، نذكر ما جاء في الخصال الرواية عن نوف البكالي.
وهي، ان الامام علياً (ع) كان يصلي الليل اكثره، ويخرج ساعة بعد ساعة، فينظر الى السماء، ثم يتلو القرآن، يقول، فمرّ بي فقال لي: "يا نوف، أراقدٌ انت ام رامق؟"
فقلت له: بل رامقٌ ارمقك ببصري يا اميرالمؤمنين.
قال: فالتفت اليّ وقال: "يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا الارض بساطا، وترابها فراشاً، وماءها طيبا، والقرآن دثارا، والدعاء شعارا، وقرضوا من الدنيا تقريضا، على منهج عيسى بن مريم" .
ان الله عزوجل اوحى الى عيسى بن مريم: قل للملأ من بني اسرائيل: "لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، واكفّ نقية، وقل لهم: اعلموا اني غير مستجيب لأحد منكم دعوة من خلقي في قلبه مظلمة" .
نعم، هكذا كان الامام عليٌ (ع) وعناصر الاخلاق نلقاها في كل جانب من جوانب حياته، وهنا اشرنا الى ما تجسّد منها في انابته الى الله تعالى وخشيته المطلقة منه؟ نشكر لكم اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران حسن الاصغاء الى هذه الحلقة ايضاً من الاخلاق العلوية والسلام عليكم ورحمة الله.