بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته،
نرحب بحضراتكم اطيب ترحيب في هذا اللقاء ونحن نقف على جانب من روائع اخلاق الامام علي بن ابي طالب (ع) في المساواة، نرجوا التواصل معنا، بعد لحظات.
مستمعينا الكرام، تجلّت الاخلاق العليا للامام علي (ع) على واقع السيرة العملية في حياة هذه الشخصية الكبيرة دون الحاجة الى إفراط في المديح.
وفي اشارة الى روائع اخلاقه (ع) في المساواة، نأتي بحكاية بعد ذكر ما وصفه به رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحوي اشارة في هذا المجال، ما رواه ابو نعيم في (حلية الاولياء) والخوارزمي في (المناقب، أمّا ابونعيم، فقد رواه مسنداً عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله (ص) لعلي (ع): "يا علي، اخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي، وتخصم الناس بسبع لا يحاجّك فيهنّ احدٌ من قريش، أنت اوّلهم ايماناً وأوفاهم بعهد الله، واقومهم بأمر الله، واقسمهم بالسّوية، واعدلهم في الرعية، وابصرهم بالقضية، واعظمهم عند الله مزيّة" .
ومن الروايات التي تروي الواقع العمليّ في مساواة الامام علي (ع) لرعيته كما وصفه الرسول الكريم (ص) ، ما رواه البلاذري في كتابه: (انساب الاشراف) مسنداً عن الحرث قال: (كنت عند علي (ع) فأتته امرأتان فقالتا: يا امير المؤمنين، اننا فقيرتان مسكينتان، فقال: قد وجب حقكما علينا وعلى كلّ ذي سعة من المسلمين ان كنتما صادقتين.
ثم امر رجلاً فقال: انطلق بهما الى سوقنا فاشتر لكل واحدة منهما طعاماً وثلاثة اثواب- فذكر رداء وخماراً وازاراً- وقال: واعط كلّ واحدة منهما من عطائي مائة درهم.
فلمّا وّلتا سفرت إحداهما وقالت: يا امير المؤمنين، فضّلني بما فضّلك الله به وشرّفك.
قال (ع): "وبماذا فضّلني الله وشرّفني؟"
قالت: برسول الله (ص).
قال (ع): "صدقت، وما أنت؟"
قالت: انا امرآة من العرب وهذه من الموالي.
قال الحرث: فتناول امير المؤمنين (ع) شيئاً من الارض ثم قال: "قد قرأت ما بين اللّوحين فما رأيت لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلاً ولا جناح بعوضة" .
هكذا مستمعينا الكرام، كان وصف الامام وفهمه للمساواة بين الناس وهكذا تجسّد الامر في سلوكه وتعامله مع الآخرين.
وفي نهاية هذا اللقاء من الاخلاق العلوية الذي جاءكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، نشكركم على حسن الاصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.