بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الاخوة والاخوات ورحمة منه وبركات، أهلاً بكم في لقاء جديد مع النصوص الشريفة التي تهدينا الى معالي الاخلاق التي يحبها الله تبارك وتعالى لعباده ومنها خلق (الإخلاص في النية) ومعناه ان يجتهد المؤمن في جعل أعماله قربة الى الله وابتغاء مرضاته عزوجل وعلامة التخلق بهذا الخلق أن لا يسعى العبد الى الحصول على مدحه لعمل يقوم به في سبيل الله، روى العارف الجليل ابن فهد الحلي في كتاب عدة الداعي والشيخ ابوالفتوح الرازي في تفسيره عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"إن لكل حق حقيقة وما بلغ عبدٌ حقيقة الاخلاص حتى لا يحب ان يحمد على شيء من عمل لله".
ومن اعظم بركات التحلي بخلق الاخلاص انه سبب للفوز بمحبة الله عزوجل لعبده المخلص، وهذا ما يبشرنا به الحديث القدسي المروي في تفسير الشيخ ابي الفتوح الرازي الموسوم بروح الجنان عن حذيفة بن اليمان قال:
"سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الاخلاص، فقال: سالته عن جبرئيل فقال: الاخلاص سرٌ من سري أودعه في قلب من أحببته".
كما ان الاخلاص مفتاح قبول الاعمال، فعن الامام الباقر –عليه السلام- قال: "لا يكون العبد عابد الله حق عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله اليه تبارك وتعالى، فحينئذ يقول سبحانه: هذا خالص لي فيتقبله بكرمه".
وجاء في الحديث القدسي المروي في كتاب (فقه الرضا عليه السلام) أن الله تبارك وتعالى يقول:
"أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل لم أقبل الا ما كان خالصاً لي".
ولعظيم بركات التحلي بهذا الخلق فقد وصفته الاحاديث الشريفة بانه اعظم نعم الله عزوجل على الانسان، كما ورد في حديث مولانا الامام الصادق –عليه السلام- أنه قال:
"ما انعم الله عزوجل على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره... وأشرف الاعمال التقرب بعبادة الله عزوجل".
وروي في كتاب الكافي ان الامام جعفر الصادق سئل عن قول الله عزوجل "إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"(سورة الشعراء۸۹) فقال –صلوات الله عليه- : القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحدٌ سواه... كل قلب فيه شك أو شركٌ فهو ساقط وانما ارادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.
كما ان من بركات التخلق بخلق الاخلاص لله في أي عمل يقوم به الانسان هي سرعة حصولة على الثمرة المرجوة منه اذ أن ما كان لله ينمو، فقد روي في كتاب المحاسن والكافي عن مولانا الامام محمد الباقر –عليه السلام- قال:
"ما بين الحق والباطل الا قلة العقل –يعني ما يزيح الانسان من الحق الى الباطل الا قلة العقل- قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله؟ قال –عليه السلام-: ان العبد ليعمل الذي هو لله رضا يريد به غير الله، فلو أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك".
والى هنا نصل أيها الاحبة الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم معالي الاخلاق شاكرين لكم طيب الاصغاء دمتم في رعاية الله آمنين والحمد لله رب العالمين.