بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الأطائب طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير وأهلا بكم في حلقة، جديدة من هذا البرنامج، نتناول في هذا اللقاء طائفة من النصوص الشريفة التي تحث على أحد معالي الأخلاق وهو الأكثار من نية الخير والتورع عن نية الشر والذنب. قال رسول الله –صلى الله عليه وآله- في السند عنه في كتاب (الجعفريات):
"لا تمني إلا في خير كثير"
وفي الكتاب نفسه عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"اذا تمنى أحدكم فليكن مناه في الخير وليكثر فان الله واسعٌ كريم"
وروي في كتاب فقه الرضا عن العالم –عليه السلام- قال:
"نية المؤمن خيرٌ من عمله لأنه ينوي خيراً من عمله.. ولانه ينوي من الخير ما لا يطيقه ولا يقدر عليه".
أيها الاحبة وتهدينا الأحاديث الشريفة الى أن من رحمة الله بعباده انه يعين المتخلق بهذا الخلق على درك ما لا يطيق من الخير الذي نوى فعله بصدق واخلاص فقد روى الشيخ المفيد في كتاب الإمالي بسنده عن الامام جعفر الصادق –عليه السلام- أنه قال:
"إنما قدر الله عون العباد على قدر نياتهم فمن صحت نيته تم عون الله له ومن قصرت نيته قصر عنه العون بقدر الذي قصر".
وروي في أمالي ابن الشيخ الطوسي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: "من أسر ما يرضي الله عزوجل –يعني من نية عمل الخير- أظهر الله له ما يسره".
وروي في كتاب (فقه الرضا) قول الامام المعصوم –عليه السلام-:
"ما من عبد أسر خيراً فتذهب الأيام حتى يظهر الله له خيراً وما من عبد أسر شراً فتذهب الأيام حتى يظهر الله شراً"
مستمعينا الافاضل، وفي مقابل هذه البركات الجزيلة للإكثار من نية الخير تحذرنا الاحاديث الشريفة من عواقب اضمار نية السوء والشر اي تمني اي شيء لا يرضاه الله تبارك وتعالى. فقد روي في أمالي ابن الشيخ الطوسي مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"من اسر ما يسخط الله تعالى أظهر الله ما يخزيه".
ويتأكد الأمر تجاه المؤمنين فان اضمار السوء لهم سببٌ لعدم قبول عمل المسلم حتى عمل الخير منه، روي في كتاب فقه الرضا عن الامام المعصوم قوله –عليه السلام-:
"لا يقبل الله عمل عبد وهو يضمر في قلبه على مؤمن سوءً".
كما أن نية الشر من العوامل التي تضيق الرزق في حين أن نية الخير تزيده، فقد روي في كتاب المحاسن عن امامنا الصادق –عليه السلام- قال:
"من حسنت نيته زاد الله في رزقه"
وروي عنه –عليه السلام- في كتاب (عقاب الأعمال) أنه قال:
"ان المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه"
رزقنا الله واياكم مستمعينا الاكارم المزيد من تمني الخير وما يرضي الله عزوجل والورع عن نية الشر واضمار السوء لأحد من خلقه ببركة التمسك بولايه محمد وآله الطاهرين والعمل بوصاياهم صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم أمين، وبهذا ينتهي أيها الأحبة لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق نشكر لكم كرم الاصغاء ودمتم في الف خير وبركة في أمان الله.