بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة الله وبركاته، اكرام الأيتام والرحمة بهم هو من معالي الاخلاق التي يحبها الله عزوجل واعد للمتخلقين بها عظيم الاجر، هذا أيها الاكارم ما تهدينا اليه كثيرٌ من النصوص الشريفة نستنير ببعضها في هذا اللقاء فتابعونا على بركة الله:
ايها الاكارم، لعل من اعظم بركات التحلي بخلق اكرام اليتيم انه سبب لمرافقة رسول الله –صلى الله عليه وآله- في مراتب الجنان العالية، وهذا ما يبشرنا به الحبيب المصطفى خير المبشرين في المروي عنه في كتاب قرب الاسناد انه قال:
"من كفل يتيماً نفقته كنت انا وهو في الجنة كهاتين –وقرن صلى الله عليه وآله- بين أصبعيه المسبحة والوسطى".
وروي في كتاب الخصال والمحاسن وثواب الاعمال وغيرها عن امامنا الباقر –عليه السلام- قال:
"اربعٌ من كن فيه بنى الله له بيتاً في الجنة: من آوى اليتيم ورحم الضعيف واشفق على والديه ورفق بمملوكه"
بل ان بركات اكرام اليتيم تشمل الدارين معاً، فهو سبب لاحاطة الله عزوجل مكرم اليتامى وراحمهم بخاصة رحمته ويسكنه جنته الخاصة عزوجل قال امامنا الصادق –عليه السلام- كما في كتاب امالي الصدوق:
"من اراد ان يدخله الله في رحمته ويسكنه جنته فليحسن خلقه وليعطي النصفة من نفسه وليرحم اليتيم وليعن الضيف وليتواضع لله الذي خلقه".
ويستفاد من الاحاديث الشريفة ان التحلي بخلق اكرام اليتيم لا تقتصر بركاته على الانسان وحده بل تشمل آباءه أيضاً حتى بعد وفاتهم، فقد روي في امالي الصدوق ايضاً عن نبي الرحمة –صلى الله عليه وآله- انه قال:
"مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذب صاحبه ثم مرّ به من قابل –أي في السنة التالية- فاذا هو ليس يعذب، فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام اول فكان صاحبه يعذب ثم مررت به هذا العام فاذا هو ليس يعذب؟ فاوحى الله عزوجل اليه: يا روح الله انه ادرك له ولدٌ صالحٌ فاصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه"
ويستفاد من الاحاديث الشريفة ان الرحمة باليتيم من مصاديق التخلق باخلاق الله تبارك وتعالى، كما يشير لذلك ما روي في كتاب ثواب الاعمال عن المبعوث رحمة للعالمين أنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"ان اليتيم اذا بكى اهتز له العرش فيقول الرب تبارك وتعالى:... من هذا الذي أبكى عبدي... فوعزتي وجلالي لا يسكته احدٌ الا اوجبت له الجنة".
كما أن التحلي بهذا المخلق الكريم من أسباب نورانية القلب قال امامنا الصادق –عليه السلام-:
"ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم رحمة له الا اعطاه الله بكل شعرة نوراً يوم القيامة".
ويهدينا الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار الى ان التحلي بخلق الرحمة باليتيم من وسائل معالجة قسوة القلب التي ذمها القرآن الكريم فقد روي في كتاب (ثواب الاعمال) عن امامنا الباقر –عليه السلام- قال:
"قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: من أنكر منكم قساوة قلبه فليدن يتيماً فيلاطفه ويقعده على خوانه –أي قائدته- وليمسح رأسه يلين قلبه باذن الله، إن لليتم حقاً".
رزقنا الله واياكم التقرب الخالص لله عزوجل باكرام اليتامى ورحمتهم انه سميع مجيب... اللهم آمين، وشكراً لكم على طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الاخلاق دمتم بالف خير.