السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ندخل فيه واحة الأخلاق الفاضلة من رياض الكلم الطيب... ونتوجه لشجرة (حب الخير لخلق الله) لنتعرف إلى هذا الخلق الكريم في وصايا وكلام أصحاب الخلق العظيم محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
نبدأ بوصايا سيد المرسلين حبيبنا المصطفى لنقرأ قوله – صلى الله عليه وآله -:
"خصلتان ليس فوقهما من البر شيء؛ الإيمان بالله والنفع لعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما من الشر شيء: الشك بالله والضر لعباد الله... طوبى لمن اكتسب مالا من غير معصية وعاد به على أهل المسكنة، طوبى لمن حسن مع الناس خلقه، وبذل لهم معونته.."
وقال – صلى الله عليه وآله -:
"إن الله عزوجل خلق عبيدا من خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف ويعدون الجود مجدا والله يحب مكارم الأخلاق.. وإن لله عبادا يفزع إليهم الناس في حوائجهم اولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة".
وقال وصيه الإمام علي المرتضى – عليه السلام -:
"إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد وصلة للأرحام ورحمة للضعفاء... وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم واتباع العلم وما يقرب من الله زلفى فطوبى لهم وحسن مآب.."
ومن كلام ومواعظ مولانا الإمام الرضا – عليه السلام – نقرأ لكم أيها الأعزاء قوله؛
"لا يتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ولا يمل من طلب العلم طول الدهر، الفقر في الله أحب إليه من الغنى والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه، والخمول أشهى له من الشهرة".
ثم قال – عليه السلام -: "العاشرة وما العاشرة،.. لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي [هو] شر منه وأدنى قال لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به... فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب خيره وحسن ذكره وساد أهل زمانه.. "
هذه مستمعينا الأفاضل بعض كلمات أهل بيت الرحمة المحمدية _عليهم السلام_ تهدينا إلى حقيقة أن من أهم أركان الإيمان الصادق حب الخير للناس والسعي لإيصاله إليهم قربة إلى الله عزوجل.
وقد أحسن أحد عرفاء مدرسة أهل البيت _عليهم السلام_ هو آية الله الإمام الخميني _رحمه الله_ عندما أجاب عن سؤال بشأن منهج أهل البيت _عليهم السلام_ العرفاني والسلوكي فقال: إنه بكلمة واحدة؛ تعظيم الخالق وخدمة الخلق..
جعلنا الله من العاملين بذلك وإلى لقاء آخر من برنامج (معالي الأخلاق) دمتم بكل خير.