يا نفس يا نفس، استعدي يا حبيبتي للآخرة على قدر أمد الاقامة فيها، فهي دار الخلد، ألست تستعدين لكل امر بما يناسبه؟
فتحضرين من العدة والاسباب ما تأملين فيه جلب السعادة ودفع العناء؟! فلماذا لا تستعدين للآخرة بما يناسبها وهي دار دوام السعادة او دوام الشقاء؟
الا يا نفس كم لهو وهزل ٍ
وكم ميل الى دار الزوال
وكم شغل بما الخير فيه
وكم حرص على شرف ومال
وكم ذا تركنين الى الدنايا
وكم تتقاعدين عن المعالي
يا نفس يا نفس؛ أراك تدفعين برد الشتاء بأعداد اسباب الدفء؛ وتدفعين حر الصيف بأعداد وسائل التبريد؛ ولا تتكلين في ذلك ودون عمل، على عفو الكريم لكي يقيك الحر وشدته والبرد ورعدته، فلماذا تتكلين دون عمل على عفو الغفور الرحيم فلا تعدين ما يدفع عنك زمهرير الآخرة وحرها، وهو لا يندفع الا بحصم التوحيد وخندق الطاعات؟ فتداركي ما فات وأقبلي على الخيرات.
أسفي على ساعات عمر قد خلت
هيهات لو كان التأسف ينفع
يا نفس ذوبي حسرة ً وتلهفاً
ولى الشباب وما مضى لا يرجع
فاستدركي بالحزم منك بقية
أعلام مربعها طواء بلقع