انه حبيب الله وحبيب رسوله وحبيب اهل بيته صلوات الله عليهم جميعاً. ولقد اثره ـ حبا له وشوقا وافتخار ـ بمزايا سابغة كريمة لم يختص بها احد سواه.
انه الحسين: مصباح الهدى وسفينه النجاة.
انه الحسين: زين السماوات والارض سلام الله عليه.
عن زرارة بن اعين، عن احد الامامين الباقر والصادق، انه (عليه السلام) قال: يا زرارة، ما في الارض مؤمنة الا وقد وجب عليها ان تسعد فاطمة عليها السلام في زيارة الحسين (ع).
ثم قال: يا زرارة، انه اذا كان يوم القيامة جلس الحسين (عليه السلام) في ظل العرش، وجمع الله زواره وشيعته ليبصروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور، الى امر لا يعلم صفته الا الله، فياتيهم رسل ازواجهم من الحور العين من الجنة، فيقولون: انا رسل ازواجكم اليكم، يقلن: انا قد اشتقنا لكم، وابطاتم عنا. فيحملهم ما هم فيه من السرور والكرامة على ان يقولوا لرسلهم: سوف نجيؤكم ان شاء الله.
بكائية جليلة من بكائيات الهاشميين، يبداها السيد الشريف الرضي بقوله:
راحل انت.. والليالي نزول
ومضر بك البقاء الطويل
غاية الناس في الزمان فناء
وكذا غاية الغصون الذبول
بلغته البليغة المتماسكة، يفقد الشريف الرضي تماسكه، ويترنخ ايمانيا وهو يستذكر واقعة الحسين صلوات الله عليه، ويستحضر الصور الجليلة الدامية لمصاب كربلاء:
اي يوم ادمى المدامع فيه
حادث رائع، وخطب جليل!
يوم عاشور.. الذي لا اعان
الصحب فيه، ولا اجار القبيل
يا ابن بنت الرسول، ضيعت
العهد رجال، والحافظون قليل
اتراني اعير وجهي صونا
وعلى وجهه تجول الخيول؟!
اتراني الذ ماء .. ولما
يرو من مهجة الامام الغليل؟!
قبلته الرماح، وانتضلت
فيه المنايا، وعانقته النصول
والسبايا على النجائب تستاق،
وقد نالت الجيوب الذيول
قد سلبن القناع عن كل وجه
فيه للصون من قناع بديل
وتنقبن بالانامل، والدمع
على كل ذي نقاب دليل
وتشاكين، والشكاه بكاء
وتنادين، والنداء عويل
يا غريب الديار، صبري غريب
وقتيل الاعداء، نومي قتيل
بي نزاع يطغى اليك، وشوق
وغرام، وزفرة ، وعويل
ليت اني ضجيع قبرك، او ان
ثراه بمدمعي مطول
لااغب الطفوف في كل يوم
من طراق الانواء غيث هطول
مطر ناعم .. وريح شمال
ونسيم غض، وظل ظليل
يا بني احمد، الى كم سناني
غائب عن طعانه .. ممطول؟!
وجيادي مربوطة... والمطايا
ومقامي يروع عنه الدخيل؟!
كم.. الى كم تعلو الطغاة؟ وكم
يحكم في كل فاضل مفضول؟!
ليت اني ابقى، فامترق الناس
وفي الكف صارم مسلول
واجر القنا لثارات يوم الطف،
يستلحق الرعيل الرعيل
صبغ القلب حبكم صبغة الشيـب،
وشيبي لولا الردى لا يحول
انا مولاكم وان كنت منكم
والدي حيدر، وامي البتول
واذا الناس ادركوا غاية الفخر
شاهم من قال: جدي الرسول