في "كامل الزيارات" عن ذريح المحابي، قال لابي عبد الله "الصادق" (عليه السلام) ما القى من قومي ومن بني اذا اخبرتهم في اتيان قبر الحسين من الخير. انهم يكذبون ويقولون: انك تكذب على جعفر بن محمد!
قال: يا ذريح، دع الناس يذهبون حيث شاءوا، والله ان الله ليباهي بزائر الحسين بن علي والوافد يفده الملائكة المقربين وحملة عرشه، حتى انه ليقول لهم: اما ترون زوار قبر الحسين اتوه شوقاً اليه والى فاطمة بنت رسول الله محمد؟! اما وعزتي وجلالي وعظمتي، لاوجبن لهمن كرامتي، ولادخلنهم جنتي التي اعددتها لاوليائي ولانبيائي ورسلي. يا ملائكتي، هؤلاء زوار قبر الحسين حبيب محمد رسولي. ومحمد حبيبي، ومن احب حبني احب حبيبي، ومن احب حبيبي احب من يحبه. ومن ابغض حبيبي وابغضني كان حقا علي ان اعذبه باشد عذابي، واحرقه بحر ناري، واجعل جهنم مسكنه وماواه، واعذبه عذاباً شديداً احداً من العالمين.
المقايسة بين دائرة الطهر والهدى، وبين دائرة الرجس والغي. مقايسة طويلة متشبعة، لاتكاد تاتي بطائل. وقصارها ان تقول: ان الطهر طهر، وان الرجس يظل كما هو رجساً اثيماً منبوذاً ومطروداً.
علي بن الحسين الشفهيني (من القرن الثامن) عمد الى نقطة واحدة في هذه المقايسة، فماذا خرج به من نتائج؟
نقرأ شيئاً من قصيدته الرثائية "الكافية":
وعليك خزي يا امية دائماً
يبقى، كما في النار دام بقاك
فلقدجمعت من الاثام ـ جهالة ـ
ماعنه ضاق، لمن وعاك، وعاك
هلاصفحت عن الحسين ورهطه
صفح الوصي ابيه عن اباك!
وعففت يوم الطف عفة جده
المبعوث يوم الفتح عن طلقاك!
افهل يد سلبت اماءك مثلما
سلبت كريمات الحسين يداك؟!
ام هل برزن بفتح مكة حسرا
ـ كنسائه يوم الطفوف ـ نساك؟!
يا امة باءت بقتل هداتها
افمن الى قتل الهداة هداك؟!
ام اي شيطان رماك بغيه
حتى عراك، وحل عقدعراك؟!
بئس الجزاء لاحمد في اله
وبنيه يوم الطف كان جزاك
لهفي على الجسد المغادربالعر
شلوا.. تقلبه حدود ظباك
لهفي على الخد التريب، تخده
سفها باطراف القنا سفهاك
يا عين، ان سفحت دموعك فليكن
اسفاعلى سبط الرسول بكاك
وابكي القتيل المستضام، ومن بكت
لمصابه الاملاك في الافلاك
اقسمت يا نفس الحسين الية
بجميل حسن بلاك عند بلاك
لو ان جدك في الطفو فمشاهد
وعلى التراب تريبة خداك
ما كان يؤثران يرى حرالصفا
يوما وطاك، ولا الخيول تطاك
او ان والدك الوصي بكربلا
يوما على تلك الرمول يراك..
لفداك مجتهدا، وود بانه
بالنفس من ضيق الشراك شراك
قدكنت شمسا يستضاء بنورها
يعلو على هام السماك سماك
وحمى يلوذبه المخوف، ومنهلا
عذبا يصوب نداك قبل نداك
ما ضرجسمك حرجندلها، وقد
اضحى سحيق المسك ترب ثراك!
اني ليقلقني التلهف والاسى
اذ لم اكن بالطف من شهداك
لاقيك من حرالسيوف بمهجتي
واكون ـ اذ عز الفداء ـ فداك
ولقد علمت ـ حقيقة وتوكلا ـ
اني ساسعد في غد بولاك
ولاء جدك و البتول وحيدر
والتسعة النجباء من ابناك
قوم عليهم في المعاد توكلي
وبهم من الاسر الوثيق فكاكي