في "امالي الصدوق" عن ثابت بن ابي صفية الثمالي، قال: نظر عليّ بن الحسين سيد العابدين الى عبيد الله بن العباس بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، فاستعبر ثم قال: ما من يوم اشد على رسول الله(ص) من يوم احد.. قتل فيه ابن عمه جعفر بن ابي طالب.
ثم قال: ولا يوم كيوم الحسين ازدلف اليه ثلاثون الف رجل يزعمون انهم من هذه الامة، كلٌ يتقرب الى الله عز وجل بدمه وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً.
ثم قال عليه السلام: رحم الله العباس، فلقد اثر وابلى وفدى اخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدل الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن ابي طالب (ع).
وان للعباس عند الله عز وجل منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.
هيهات ان تجفوا السهاد جفوني
او ان داعية الاسى تجفوني
هكذا استهل الشيخ حسن قفطان شعره الرثائيّ في ابي الفضل العباس صلوات الله وسلامه عليه.
وهو شعر ينطوي ـ بنبرة حزينة ـ على نعت لبطولات قمر بني هاشم المذهلة، وعلى تصوير لمشاهد من واقعة عاشوراء الخالدة، وما تركه استشهاد ابي الفضل في اخيه المظلوم ابي عبد الله الحسين عليه السلام، وفي عيالات ال النبي الطاهرات.
مع حسن قفطان في هذه النونية الراثية:
هيهات ان تجفو السهاد جفوني
او ان داعية الاسى تجفوني
انى... ويوم الطف اضرم في الحشا
جذوات وجد من لظى سجين؟!
يوم ابو الفضل استفزت باسه
فتيات فاطم من بني ياسين
في خير انصار... براهم ربهم
للدين، اول عالم التكوين
متقلدا عضبا ... كان فرنده
نقش الارقام في خطوط بطون
حتى اذا قطعوا عليه طريقه
بسداد جيش بارز وكمين
فثنى مكردسها نواكص، وانثنى
بنفوسها سلبا قرير عيون
ودعته اسرار القضا لشهادة
رسمت له في لوحها المكنون
حسموا يديه، وهامه ضربوه في
عمد الحديد... فخر خير طعين
ومشى اليه السبط ينعاه: كسرت
الان ظهري... يا اخي ومعيني
عباس كبش كتيبتي وكنانتي
وسري قومي، بل اعز حصوني
يا ساعدي في كل معترك... به
اسطو، وسيف حمايتي بيميني
لمن اللوا أعطي؟ ومن هوجامع
شملي... وفي ضنك الزحام يقيني؟
امنازل الاقران، حامل رايتي
ورواق اخبيتي، وباب شؤوني
لك موقف بالطف... انسى اهله
حرب العراق بملتقى صفين
او لست تسمع زينباً تدعوك: من
لي يا حماي اذا العدى نهروني؟!
او لست تسمع ما تقول سكينة:
عماه... يوم الاسر من يحميني؟!
كان الرجا بك ان تحل وثاقهم
لي بالحبال المؤلمات متوني
وتجيرني في اليتم من ضيم العدى
واليوم خابت من رجاك ظنوني!
عماه... ان ادنو الجسمك ابتغي
تقبيله بسياطهم ضربوني!
عماه... ما صبري وانت مجدل
عار... بل اغسل ولا تكفين؟!
من مبلغ ام البنين رسالة
عن وآله بشجائه مرهون
لا تسأل الركبان عن ابنائها
في كربلاء... وهم اعز بنين
تأتي لارض الطف تنظر ولدها
ثاوين... بين مبضع وطعين