البث المباشر

دالية دعبل الخزاعي في المصيبة الكبرى (القرن الثالث)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 14:42 بتوقيت طهران
دالية دعبل الخزاعي في المصيبة الكبرى (القرن الثالث)

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 20

سر في كربلاء يجتذب القلوب الى مزار صفي الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه. إنه منبع الخير كله، ومعدن الرحمة والمغفرة والامان.
وما تزال رحمة أهل البيت الغامرة (صلوات الله عليهم) توجه المؤمنين الى كربلاء القدس: زيارة ً الشهداء حبا ً وأسى، واستمدادا ً من انواره الرحمانية المتألقة ما يغسل القلوب ويغسل الحياة في الدنيا والاخرة.
عن محمد بن مروان، قال: سمعت ابا عبد الله (الصادق) عليه السلام يقول: زوروا الحسين ولو كلَّ سنة؛ فإنّ كلَّ من اتاه عارفا ً بحقه غير جاحد، لم يكن له عِوض غير الجنة، ورُزق رزقا ً واسعا ً، واتاه الله بفرجٍ عاجل. إنّ الله وكّلَ بقبر الحسين أربعة آلاف ملك... كلهم يبكون ويشيعون من زاره الى اهله؛ فإن مَرِضَ عادوه، وإن مات حضروا جنازته بالاستغفار له والترحم عليه.
هذا دعبلُ بن عليّ ٍ الخزاعي يسبقه صيته العَطر في محبة آل محمد صلوات الله عليه وعليهم، وفي قول الشعر بمدحهم ورثاء قتلاهم في زمن ٍ صعب ٍ يستبدّ به الجاحدون:

إنْ كنت محزونا ً... فمالك ترقُدُ؟!

هلا ّ بكيت لمن بكاه محمد؟!

هلا ّ بكيت على الحسين وأهله؟!

إنّ البكاء لمثلهم قد يُحمدُ

فلقد بكته في السماء ملائك

زُهر كرام راكعون وسُجَّدُ

والشمس والقمر المنير... كلاهما

حول النجوم تباكيا... والفرقدُ

وتضعضع الاسلام يوم مصابه

فالدين يبكي فقده والسؤددُ

أنسيت قتل المصطفين بكربلا

حول الحسين ذبائح لم يُلحدوا؟!

أنسيت إذ صارت اليه كتائب

فيها ابن سعد والطغاة الجُحَّدُ؟!

فسقوه من جُرع الحتوف، بمشهدٍ

كثر العدوُّ به وقلَّ المُسعِد ُ

لم يحفظوا حق النبي محمد ٍ

إذ جرَّعوهُ حرارة ً لا تبرد ُ

قتلوا الحسين، فأثكلوه بسبطه ِ

فالثكل من بعد الحسين مبرَّدُ

هذا حسين بالسيوف مُبضَّع

مترمِّل بدمائه مُستشهد ُ

عار بلا كفن، صريع في الثرى

بين الحوافر والسنابِكِ يُقصَدُ

 

ثم استباحوا الطاهرات حواسراً

فالشملُ من بعد الحسين مُبدَّرُ

كيف القرار.. وفي السبايا زينب

تدعو بفرط ِ حرارة: «يا أحمدُ

يا جدُّ، ذا شمر... يروم بفتكه

ذبَح الحسين، فأيُّ عين ِترقدُ؟!

يا جدُّ، ذا نحرُ الحسين مضرَّج

بالدم، والجسم الشريف مجردُ

يا جدُّ، ذا صدر الحسين مُرَضضُ

والخيلُ تنزلُ من عُلاه ُ وتصعدُ

يا جدُّ، قد منعوا الفرات وقُتِّلوا

عطشا ً، فكان من الدماء المورد

يا جدُّ، من ثكلي وطول مصيبتي

ولما أعانيه أقوم ُ وأقعد ُ

يا جدُّ، ذا إبن الحسين مُعلل

ومغلل في قيده ومصفَّدُ

يرنو لوالده وينظرُ حالهُ

وبنو أمية َ في العمى لم يهتدوا

 

يا والدي الساقي عليُّ المرتضى

نال العدو بنا، كما قد مَهَّدوا

يا أمي الزهراء، قومي جدِّدي

وجميع املاك السما لك ِ يُنجدُ

هذا حبيبك بالحديد ِ مُقطع

ومخضب بدمائه مُستشهدُ

والطيبون بنوكِ قتلى حوله

فوق التراب ذبائح لا تُلحدُ

هذا مصاب ما أُصيب بمثله ِ

بشر من المخلوق إلا ّ واحد ُ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة