البث المباشر

مرثية لابن حماد البصري

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 13:48 بتوقيت طهران
مرثية لابن حماد البصري

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 14

كان الامام الصادق سلام الله عليه ساجدا ً حين دخل عليه معاوية بن وهب. سمعه ابن وهب يدعو في سجوده لزوار قبر الحسين(ع) في كربلاء.. دعاء ً لم يسمع مثله من قبل.
يقول معاوية بن وهب: فلما انصرف (من سجوده) قلت له: جُعلت فداك، لو ان هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا ً أبداً! والله لقد تمنيت أنيّ كنت زرته ولم أحجّ (الحجّ المستحب فيما يبدو).
فقال لي: ما أقربك منه! فما الذي يمنعك من زيارته؟!
يا معاوية لا تدع ذلك.
قلت: جُعلت، فلم ادر ان الامر يبلغ هذا كله.
فقال عليه السلام: يا معاوية، ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الارض. لا تدعه لخوف ٍ من أحد؛ فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أنّ قبره كان بيده. أما تحب أن تكون غدا ً ممّن تصافحه الملائكة؟ أما تحبّ أن تكون غدا ً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيُتبع به؟ أما تحبّ أن تكون غدا ً فيمن يصافح رسول الله(ص)؟
مرثية أخرى من مراثي كربلاء.. تحكي عن الفاجعة الحسينية التي لا تنقضي.
والراثي هذه المرة شاعر لمع اسمه في القرن الرابع بنور البكاء والابكاء على سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه. إنه ابن حماد صاحب المراثي الحزينة، ومنها هذه المرثية:

هل لجسمي من السَّقام طبيبُ

أم لعيني من الرقاد نصيب؟!

ما عجيب بقاء سُقمي، ولكنّ

بقائي على السَّقام عجيبُ

ما ذكرت الحسين إلا علتني

زفرات يعلو لهنَّ لهيب ُ

يا غريب الديار، إنّ اصطباري

للذي قد لقيته لغريب

يا سليب الرداء، خلفت قلبي

وهو من بردة العزاء سليب ُ

يا خضيب الشيب المعظم بالدم

تركت الاديم وهو خضيب ُ

بأبي أنت ظامئا ً تُمنع الماء

وماء الفرات منك قريب ُ

بأبي وجهك المضئ المدمّى

بأبي جسمك العفير التريب ُ

بأبي رأسك القطيع المعّلى

بأبي ثغرك القريع الشنيب ُ

يرشف المصطفى ثناياك حُبا ً

ثم يثني بقرعهنّ القضيب ُ!

 

بأبي أهلك السبايا حيارى

تعتريهنّ ذلة وخُطوبُ

بأبي زينب... وقد أبرزت تدعو

بشجو ٍ، ودمعهامسكوبُ:

يا أخي، كنتُ أرتجيك لكربي

فتهاوت على فؤادي الكروبُ

من لهذا العليل؟ من للمذاعيـر

كفيل؟من للنساء رقيبُ؟

أيها الغائب الذي ليس يُرجى

لإياب، علام هذا المغيب؟

طاب عيشي مادمت حيا ً، فلما

بِنتَ عنا فأيُّ شئ ِ يطيبُ؟!

 

يا بني أحمد السلام عليكم

من محبٍ له فؤاد كئيبُ

مالكم في الندى شبيه، ولافي

الـمجد والاصل والفخارضريب

انتم باب حطةٍ في البرايا

وبكم يُغفر الخطا والذنوبُ

وبأسمائكم على أدم ٍ قد تاب

ربُّ العلى، وفيها يتوبُ

ولكم تُرتضى الشفاعة في الحشـر ِ

إذا تُحشرُ الورى وتؤوب ُ

فلعَمرُ الباري، رجاء ابن حمّاد ٍ

غداً في هواكم لا يخيب ُ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة