البث المباشر

شرح فقرة: وتبلغني نهاية أملي في دنياي وآخرتي

الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 10:52 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وتبلغني نهاية أملي في دنياي وآخرتي

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وتبلغني نهاية أملي في دنياي وآخرتي " من دعاء عالي المضامين.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها: الدعاء الموسوم بعبارة (عالي المضامين) حيث يقرأ الدعاء بعد زيارة الائمة (عليهم السلام)، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقطع يتوسل بالله تعالى ان يرجع قاريء الدعاء بعد زيارته للائمة (عليهم السلام) في مختلف مشاهدهم الى وطنه سالماً ثم يقول: (وتبلغني نهاية أملي في دنياي وآخرتي وتجعل عاقبة أمري محمودة حسنة سليمة).
هذا المقطع من الدعاء يتضمن توسلاً بالله تعالى بان يحقق لقارىء الدعاء نهاية أمله في دنياه وآخرته ثم يشدد في موضوع الآخرة ويتوسل بالله تعالى بأن يجعل عاقبته محمودة ... والآن الى توضيح المقطع المتقدم. يقول الدعاء: (وتبلغني نهاية أملي في دنياي وآخرتي)
والسؤال المهم هو: ماذا تعني عبارة: (منتهى أملي)؟ 
من الطبيعيي ان كل شخصية تتمنى ان تصل الى منتهى ما تطمح اليه في دنياها وآخرتها إلا ان حجم الوعي لدى الشخصية يختلف من واحدة الى آخرى...
فمن الناس من يعبد الله تعالى طمعاً في الجنة ومنهم من يعبده خوفاً من النار ومنهم من يعبده لا من اجل الجنة ولا من اجل الابتعاد عن النار ولكن لان الله تعالى اهل للعبادة ... كما ان من الناس من يحمل وعياً ضئيلاً بحيث لا يطمح الى اكثر من العمل العادي بل من لا يطمح حتى الى المنزلة العالية عند الله تعالى والمهم هو: ان طموحات الانسان ينبغي ان تصل الى الذروة العبادية اي متمثلة في عبادة الاحرار اي: الذين يعبدون الله تعالى لانه اهل للعبادة وهم: المعصومين (عليهم السلام) الأنبياء والأبرار والعارفون... ونحسب بان فقرة الدعاء القائلة (وتبلغني منتهى أملي) لا بد وان تجعل قارىء الدعاء ذا طموح عال هو: ممارسة عبادة الاحرار.
ثم سؤال آخر: مالمقصود من منتهى أمل الدنيا ومنتهى أمل الآخرة؟
ان الشخصية المتسمة بالعبادة العليا تطمح في دنياها الى ان تمارس العبادة الحرة اي: عبادة الاحرار الذين يعبدون الله تعالى من اجل انه اهل للعبادة...
واما طموحهم في الآخرة فهو: كسب رضاه تعالى فحسب ... من هنا لا نحسب بان الانسان يزهد في الوصول الى منتهى أمله: اذا كان اقل من العبادة الحرة... فلا يعقل - اذا كان الانسان واعياً- ان يكون زاهداً في درجته العبادية او زاهداً في درجة رضاه تعالى عنه، بل لا بد وان يطمح الى منتهى رضاه تعالى كما هو واضح...
اللهم اجلعنا كذلك بحق محمد وآله (عليهم السلام).
بعد ذلك نواجه عبارة (وتجعل عاقبة أمري محمودة، حسنة، سليمة)... السؤال الجديد هو: ان العبد سأل الله تعالى ان يمنحه منتهى الأمل في دنياه وآخرته... حينئذ ماذ نستلهم من التوسل بالعاقبة المحمودة والحسنة والسليمة؟
العبارة تحتاج الى شرح مفصل من حيث التدقيق في العبارات الثلاث أي: عبارة (المحمودة) و (الحسنة) و (السليمة)، كما تحتاج الى التدقيق في الربط المتكرر بين منتهى طموح العبد في دنياه واخرته وبين التكرار لعبارة العاقبة المحمودة والحسنة والسليمة؟
نعتقد ان الامر في توضيح هذه المسائل يتطلب وقتاً لا يسمح به لقاؤنا الحالي لذلك نؤجل الحديث عن ذلك الى لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
نسأله تعالى ان يوفقنا الى مرضاته وان نطمح الى ممارسة العمل العبادي المطلوب في افضل مستوياته، والتصاعد بها الى النحو المطلوب. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة