البث المباشر

شرح فقرة: وتحفظ عليّ مالي وجميع ما خولتني

الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 10:51 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وتحفظ عليّ مالي وجميع ما خولتني

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وتحفظ عليّ مالي وجميع ما خولتني " من دعاء عالي المضامين.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها الدعاء الموسوم ب(عالي المضامين)، وهو دعاء يُقرأ بعد زيارة الائمة عليهم السلام،... وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا الى مقطع ورد فيه التوسل بالله تعالى بان يمنح قارئ الدعاء نعمة سابغة، الى ان يقول: (وتحفظ عليّ مالي وجميع ما خولتني)... 
هذه العبارة الملاحظ منها قضية حفظ المال، وهو لا يُقارن بحفظ الدين او القيم المعنوية، ولكن مع ذلك فان التوسل بحفظ المال يظل مكتسبا اهمية اذا ما قارناه مع سياقات خاصة، مثل (الاسراف) او صرف المال في ما لا اثابة فيه...
وحينئذ فان حفظ المال من السرف ونحوه يظل مكتسبا - كما قلنا - اهميته العبادية...
بعد ذلك تواجهنا عبارت او مقطع يتحدث عن قارئ الدعاء في حالة كونه (زائراً) قد حضر مشاهد الائمة عليهم السلام من مدينة اخرى، فنقول: (وتقبض عني ايدي الجبارة، وتردني الى وطني)...
هذه الفقرة بدورها تحتاج الى توضيح، فنقول: (ان زوار الائمة عليهم السلام في مختلف بقاع الارض يعانون من اذى الاعداء الشيء الكثير)قديماً كان الامر او حديثاً،... 
ان زائر الائمة عليهم السلام حتى عصرنا الحاضر يعاني في بعض الاقطار اذى، حيث يمنع من الزيارة حينا، ويضرب حينا آخر، ويُفترى عليه حينا ثالثاً، ويتعذر عليه حينا رابعاً الوصول الى مراقد الائمة عليهم السلام بسبب تخريب مشاهدهم او نحو ذلك... من هنا نفهم ماذا تعني عبارة الدعاء القائلة: (وتقبض عني ايدي الجبابرة)، اي: تمنعهم من ايصال اذاهم لي حتى يتسنى لي التوفيق لزيارتهم عليهم السلام وهذا فيما يتصل باذى الاعداء للزوار...
واما ما يتصل بالسفر من مدينة الزائر الى مشهد الامام، فنقول العبارة (وتردني الى وطني) هذه العبارة بدورها تحتاج الى توضيح.
ان زائر الائمة عليهم السلام: حينما يقصد مشاهدهم من نيته، فان العودة بعد الزيارة الي الاهل، يعد من الامور الطبيعية.
و لكن اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الزائر من الممكن ان يتعرض للاذي (كالزائر مشاهد البقيع، او سامراء او الكاظمية مثلاَ)، حينئذ فان الموضوع قد يشبه المغامرة بالنفس ايضاَ، حيث يتربص العدو بالزائر... حينئذ فان عودة الزائر سالماَ الي بلده يظل من المشروعية بمكان كبير، حيث يفسر لنا دلالة ما تعنيه العبارة المتوسلة بالله تعالي بان يرد الزائر سالماَ الى وطنه وهذا كله فيما يرتبط بالبعد المذهبي من الزيارة...
اما ما يتصل بالبعد الاعتيادي، فان الامر بدوره يحتمل تعرض قارئ الدعاء الي الاذى،... و لكن ليس اذى العدو، و لكن اذى الطريق (كحوادث الاصطدام بالنسبة الى وسائل النقل)، حيث نجد ان حوادث كثيرة طالما تحدث بين حين و أخر: بحيث يرجع الزائر الى وطنه (و هو ميت او مجروح مثلاَ) لذلك فان الفقرة المتوسلة بالله تعالى بان يُرجع قارئ الدعاء الى اهله و وطنه سالماَ: تعبر عن هذا المعنى الذي اشرنا اليه الآن...
بعد ذلك، تواجهنا فقرات جديدة من الدعاء، مثل (و تبلغني نهاية املي في دنياي و آخرتي...). هذه الفقرة وما بعدها تجسد مقاطع جديدة سنحدثك عنها في لقاءات لاحقة ان شاء الله. 
فحسبنا ان نكرر توسلاتنا بالله تعالى بان يوفقنا الى زيارة الائمة عليهم السلام ويردنا الى اوطاننا سالمين، للعودة الى زيارتهم عليهم السلام. 
نكرر دعاءنا بالتوفيق الى موالاة المعصومين عليهم السلام، والتوفيق الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة