البث المباشر

شرح فقرة: فطهّر ديني مما يدنسه ويشينه

السبت 7 سبتمبر 2019 - 11:24 بتوقيت طهران
شرح فقرة: فطهّر ديني مما يدنسه ويشينه

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: "فطهّر ديني مما يدنسه ويشينه" من دعاء عالي المضامين.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة وما تتضمنه من المعرفة العبادية ومنها الدعاء الذي وسمه المعنيون بالدعاء بانه الدعاء عالي المضامين او المضمونات وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقطع ورد فيه التوسل الاتي بالله تعالى (تطهر ديني مما يدنسه ويشينه ويزري به، وتحميه من الريب والشك والفساد والشرك).
هذا المقطع من الدعاء يتضمن توسلاً له اهميته العظيمة في تقويم السلوك العبادي لدى الشخصية انه يتناول المسألة الوحيدة التي خلق من اجلها الانس والجن الا وهي ممارسة العبادة الحقة اي الالتزام الديني وهذا ما توسل به العبد عندما التمس من الله تعالى ان يطهر دينه مما يدنسه ويشينه ويزري به، فهنا ثلاث مسائل هي التطهير من التدنيس والشين والازراء، فماذا نستلهم من هذه الاشياء الثلاثة؟
من الواضح ان الدين هو الممارسة الصائبة لمبادئه ولذلك التمس صاحب الدعاء على لسان الداعي ان يجعل الله تعالى ممارسته الدينية سالمة مما لا يناسبها وما لا يناسبها هي التدنيس الشين الازراء، ولنتحدث عن كل منها، ونبدأ ذلك بالحديث عن التدنيس.
التدنيس او التنجيس هو ما يضاد التطهير اي النجاسة مقابل الطهارة وهذا يعني ان العبد يتوسل بالله تعالى بان يطهر ممارسته العبادية مما هو دنس او قذر او نجس. ومن الطبيعي ان الدنس او النجس هو ما يرتبط بالممارسة المحرمة.
ولكن ثمة ممارسات قد لا تكون محرمة ولكنها لا تليق بالشخصية المؤمنة وهذا ما المح الدعاء اليه عندما التمس من الله تعالى ان يطهره من الشين والازراء ونتحدث اولاً عن الشين.
الشين هو العيب كما هو واضح فالمكروهات الواردة في النصوص الشرعية تعد من الامور المشينة دون ادنى شك فالنوم مثلاً بين الطلوعين او العصر مما يشين الشخصية وذلك لان النوم في هذين الوقتين اولهما شؤم وثانيهما حماقة وكلاهما مما هو شائن للشخصية.
واما الظاهرة الثالثة وهي ما يزري بالشخصية فيقصد به ما يجعلها حقيرة مثلاً وهذا لرغبة في حاجات دنيوية عابرة حيث ورد من النصوص الشرعية ما يشير الى انه (ما اقبح بالمؤمن ان تكون له رغبة تزله)، وهذا مثلاً كمن يطمح في مال او جاه او جنس يستلي من الشخصية ان تذل نفسها امام ذلك، حيث ان الازراء هو التحقير وهو ينجم عن المواقف الذليلة كما هو واضح.
بعد ذلك تواجهنا توسلات بالله تعالى يتسم بالطابع الفكري والنفسي وهي العبارة التي تطرح اربع ظواهر سلبية وهي الريب والشك والفساد والشرك.
ولنتحدث عن هذه الظواهر والاولى منها وهي الريب والثانية هي الشك، هنا نحسبك ستقول ان الشك والريب هما بمعنى واحد فلماذا وردا في هاتين المفردتين؟ الجواب صحيح انهما ينتسبان الى معنى مشترك ولكن الفارق بينهما هو ان الشك كما يقول النص اللغوي تردد الذهن بين او من على حد سواء واما الريب فهو شك ايضاً ولكن مع التهمة ويستشهد على ذلك بنصوص قرآنية كريمة مثل «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، حيث ان الريب هو شك ولكن مع التهمة التي تصدر من المنحرفين اما الشك فيمثل في العبارة القرآنية القائلة (وان كنتم في شك من ديني) حيث ان الشك هو من اناس يعرفون النبي(ص) بالصدق وبالاخلاص بحيث يكونالشك هنا التردد دون التهمة.
المهم في ضوء الفروق المذكورة بين الريب والشك ومن ثم فان الحديث عنهما وعن الظاهرتين الاخريين وهما الفساد والشرك في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يبعدنا عن هذه الانماط من السلوك وان يوفقنا الى الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة