ونوره المنير نور النُّور
فاين من سناه نور الطُّور
اسفر من مشرقه صبح الازل
به استنار الكون فيما لم يزل
بل لا يزال مستنيراً ابداً
وكيف لا ونوره نور الهدى
نور بدا في افق الرِّسالة
في العزِّ والرِّفعة والجلالة
بل هو في الظُّهور سرُّ المصطفى
فمنتهى جلاه غاية الخفا
هو النَّبِّي في معارج العلا
لكن عروجه بطفِّ كربلا
نال من العروج منتهي الشَّرف
ومن رياض القدس افضل الغرف
والحرب قد بانت لها الحقائق
مذ في يمينه تجلَّى البارق
وافرس الفرسان ليث غابها
واختلس الكماة من ركابها
فكم كميٍّ حين القى الشَّرَّ فرَّ
يقول من خيفته اين المفرُّ
كم بطلٍ من عضبه البتار
شاهد في الدُّنيا عذاب النار
سطا على جموعهم منفرداً
حتى اذ اوردهم ورد الرَّدى
صال كجدِّه الوصيِّ المرتضى
بصولة تشبه محتوم القضا
حتى اذا تمَّ نصاب الحرب
بالطَّعن في صدورهم والضَّرب
*******
المصدر: الانوار القدسية، نظم: العلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني، ناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية.