البث المباشر

شرح فقرة: يا منفس الكرب ويا كاشف الضر

الأحد 18 أغسطس 2019 - 09:34 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا منفس الكرب ويا كاشف الضر " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا منفس الكروب، يا كاشف الضر، يا مالك الملك، يا قاضي الحق). 
ونقف اولاً عند عبارتي: (يا منفس الكرب) و (يا كاشف الضر)، فماذا نستلهم منهما؟ 
هاتان العبارتان متجانستان فيما بينهما: كما هو واضح، انها تتحدثان عن (الكرب) و (الضر)، وكلاهما في معنى مشترك هو: الشدة، هذا من جانب ومن الجانب الآخر، تتحدث العبارتان عن صفات الله تعالى او مظاهر عظمته ورحمته، وهما: تنفيس الكرب ، وكشف الضر والسؤال المهم هو: ما هو الكرب وما هو الضر؟ وما الفارق بينهما؟ والسؤال الآخر: مالمقصود بكلمة(منفس)، وكلمة (كاشف) وما الفارق بينهما؟ 
بالنسبة الى كلمة (كرب)، فان المصادر اللغوية تشير الى ان المقصود منها هو (الحزن والضيق) واما بالنسبة الى الضر فتعني: النقصان الذي يحدث للشيء، فتكون الدلالة هي: الخسران لما هو ذو نفع، ومن الطبيعي، فانهما يشتركان في كونهما شدة، اي: الكرب والضر، ولكن الفارق هو: ان الكرب يرتبط بالضيق، وان الضر يرتبط بالنقص وحينئذ نتساءل: ما هي الفوارق بينهما؟ 
الجواب: ورد في القرآن الكريم ما يشير الى معنى الكرب عندما ترد آيات متنوعة بالنسبة الى الانبياء وما يعانونه من الشدائد من مجتمعهم المنحرف، ولذلك يقول النص الكريم «وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ»، والامر نفسه نجده قد استخدم، اي: (الكرب)بالنسبة الى ايوب(ع) في بعض المواقع القرآنية الكريمة، ما يستخدم (الضر) في بعض المواقع، ولكن كلاً من الموقعين يتناول شدة خاصة تختلف عن الاخرى، والنتيجة هي: ان الشدة التي تنجم من التوتر النفسي حيال الموضوع بحيث تضيق سعة ما يحمله الصدر مما هو شدة: يحتاج الى ارجاع السعة الى حالته الطبيعية، وهذا ما يتسق مع عبارة (يا منفس)، فالصدر الضيق من الشدائد يحتاج الى سعة لكي يتنفس بنحو طبيعي، ولذلك نجد ان عبارة (يا منفس الكرب) تنسجم تماماً مع ضيق الصدر. 
واما بالنسبة الى عبارة (يا كاشف الضر)، فان الشدة وازاحتها تكتسب تعبيراً آخر هو (الكشف)، ان الضر كما اشرنا هو النقصان الذي يصيب الشيء، اي: ما يتسبب في ما هو نقصان لنفع الانسان، والنقصان يحتاج الى (كشف) اي: الى رفع لذلك النقص ليعود النفع الى تمامه. 
بعد ذلك تواجهنا عبارة (يا مالك الملك)، فماذا نستخلص منها؟ 
من البين ان الله تعالى هو المالك للوجود، يستوي في ذلك ان يكون الوجود الدنيوي او الاخروي، ولذلك ورد في النصوص التفسيرية ان احد مصاديق عبارة (مالك الملك) انه تعالى مالك لامر الدنيا والاخرة. 
كما ورد ان من مصاديقه انه تعالى مالك كل ملك منحه تعالى للآخر، وورد انه تعالى مالك النبوة، المهم في الحالات جميعاً ان (مالك الملك) تنسحب على الموارد المتنوعة، فيما يكشف ذلك عن مظاهر عظمته تعالى. 
اما عبارة (يا قاضي الحق) فتعني بما انه تعالى هو الحق، لذلك رسم لنا الحق وطرائقه، وقضى اي: ابدع الحق وجعله ثابتاً لا امكانية لتصور ضده. 
اذن، امكننا ان نتبين جانباً من عبارة (يا قاضي الحق) وعبارة (يا مالك الملك)، والصلة بينهما حيث يتداعى الذهن من مالكيته تعالى للوجود وانه حق، بالنحو الذي احتملناه. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة