ما كان اعـظـم لـوعة الـزهـراء
فيـــمـا بــه فجعـت من الأرزاء
كم جرّعـت بعـد النبــي بولدهـا
غصصا لما نـالـوا مـن الأعــداء
ما بين مقتول بـأسيـاف الـعـدا
دامـي الـوريـد مرضـض الأعـضـاء
ظمآن مـا بلَّ الـغـلـيل وشـارب
سمّــا يقـطـع مـنــه في الأمعاء
بأبي الذي أمســى يكابـد علــّة
مـا ان يعـالـج داءهـا بــدواء
ما ان ذكـرت مـصـابــه إلا جـرت
عينــي وشـبّ النـار في احشائي
ولأن بكـت عينــي ببيـض مـدامع
فـيـحـق ان تبكــي بحمر دمــاء
لم أنسه في النعـش محمـولا وقد
بدت الشماتة من بنــي الطلـقاء
وأتوا به كيمـا يـجـدد عـهـده
بأبيــه أحمـــد أشـرف الآبــاء
شكّـوا بـأسـهـم حـقدهـم اكفانه
وأبوه ان يـدنــي أشـدَّ ابــاء
أو كان يرضي المصطفى ان ابنــه
يُقصى وان يدنى البعيد النائـي
لهفي على الحسن الزكي المجتبى
سبط النبـي سـلالـة الـنـجـبـاء
قاســى شـدائـد لا أراها دون ما
قاســى أخــوه سيـد الـشـهـداء
مــا بيـن اعــداء يرون قتالـه
وبشيــعة ليسـوا بـأهل وفــاء
حتـــى أصيـب بـخنجر فــي فخذه
وجراحـه بـلغـت الـى الأحـشـاء
*******
الشاعر: الشيخ محمد علي الأعسم.