البث المباشر

شرح فقرة: "والضيق وفساد الضمير..." (۷)

الأحد 3 أكتوبر 2021 - 14:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- ينابيع الرحمة: الحلقة 73 من شرح أدعية النبي (ص)

 

بِسْمِ اللَّهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ الذي جعلنا من أمة حبيبه المبعوث رحمة للعالمين الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار آنَاء اللَّيْلِ وأَطْرَافَ النَّهَارِ.

السلام عليكم مستمعينا الأحبة ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج، نعيش فيها دقائق مباركة في رحاب دعاء الحجب الشريف؛ وهذا الدعاء هو من غرر أدعية أهل بيت الرحمة (عليهم السلام)، ففي مقطعه الختامي يعرفنا نبي الرحمة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) بالعوامل الأساسية التي تحرم الإنسان من طيب الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة.

وقد بلغ بنا الحديث الى العامل الثامن عشر من هذه العوامل وهو (فساد الضمير) وفي حلقة اليوم نتعرف الى طائفة أخرى من بركات التطهر من هذا العامل، ولكن لنتبرك أولاً بقراءة المقطع الختامي طالبين من الله إعانتنا على النجاة منها فنقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقسم على الله بأعظم اسمائه قائلاً: (اللهم ... أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد، وأن تصرف عني وعن أهل حزانتي وجميع الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، جميع الآفات والعاهات، والاعراض والامراض، والخطايا والذنوب، والشك والشرك، والشقاق والنفاق، والضلالة والجهل والمقت، والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة، وشماتة الاعداء وغلبة الرجال، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).

أيها الاخوة والأخوات، هدتنا النصوص الشريفة التي تناولناها في الحلقة السابقة الى أن من بركات التطهر من فساد الضمير وخبث السريرة الفوز بمكارم الهية متنوعة تشمل اتحاف المتطهر من ذلك بكل ما يحبه وما يسره نظائر توفيق الاقبال على الطاعات، ومثل الخطوة بقربه عزوجل وجميل السمعه عند الناس وغير ذلك.

كما أن من بركات ذلك الفوز بالجنة ورضا الله تبارك وتعالى وهو الرضوان الأكبر.

واضافة لذلك فان من بركات النجاة من فساد الضمير هو الحصول على أفضل ما يدخره الانسان لكي يكون به عمران حياته الاخروية الخالدة، جاء في كتاب (غرر الحكم) عن مولانا الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: (صحة الضمائر من أفضل الذخائر).

كما أن من بركات التطهر من رذيلة (فساد الضمير) والتحلي بحسن السريرة قوة القلب وعدم الخشية من أحد غير الله عزوجل؛ وهذه البركة يشير اليها مولى الموحدين الوصي المرتضى (عليه السلام) في المنقول عنه في غرر الحكم أيضاً أنه قال: (من حسنت سريرته لم يخف احداً)؛ وروي في الكافي عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ان السريرة اذا صحت قويت العلانية).

مستمعينا الأفاضل، ومن بركات التطهر من خبث السريرة وفساد الضمير النجاة من الفضيحة والخزي بين الناس، اذا أن من القوانين الطبيعية أن فساد الضمير تظهر علاماته على الانسان شاء أم أبى ومهما اجتهد في التستر عليه، والى هذا القانون الطبيعي تشير الحكمة التالية من حكم نهج البلاغة حيث قال سيد الوصيين (عليه السلام): (ما أضمر أحدٌ شيئاً الا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه).

واضافة الى هذا القانون الطبيعي فان سنن الله جلت حكمته اقتضت اظهار ما يضمره الانسان شراً كان أو خيراً.

روي في الجزء ۷۲ من موسوعة البحار عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) قال: (ما من عبد أسر خيراً فذهبت الايام أبداً حتى يظهر الله له خيراً وما من عبد يسر شراً فذهبت الايام حتى يظهر الله له شراً).

أعزاءنا المستمعين، ومن بركات التطهر من فساد الضمير أنه وسيلة النجاة من النفاق وهو أخطر الأمراض القلبية المدمرة التي تستتبع غضب الله عزوجل، روي في كتاب (قرب الإسناد) عن حبيبنا ومولانا الهادي المختار (صلوات الله ربي عليه وآله الاطهار) أنه قال: (من تزين للناس بما يحب الله وبارز الله في السر بما يكره الله لقي الله وهو عليه غضبان وله ماقت).

وروى الشيخ المفيد في كتاب الأمالي بسنده عن امامنا جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (ما ينفع العبد يظهر حسناً ويسر سيئاً، أليس اذا رجع الى نفسه علم أنه ليس كذلك، والله تعالى يقول: «بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ» (القيامة ۱٤) ان السريرة اذا صلحت قويت العلانية).

ومما لا شك فيه مستمعينا الاكارم ان تفكر الانسان في نظائر هذه الاحاديث الشريفة المبينة لبركات التطهر من فساد الضمير يعينه على التطهر من ذلك اندفاعاً بفطرة حب الخير، كما ان تفكره في النصوص الشريفة التي تبين مخاطر فساد الضمير يعينه على التطهر منه اندفاعاً بفطرة دفع الشر، ولذلك سنخصص الحلقة المقبلة باذن الله من برنامجكم (ينابيع الرحمة) لنماذج من الطائفة الثانية من هذه النصوص، نشكر لكم كرم الاستماع لحلقة اليوم استمعتم لها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله اعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة