بسم الله الرحمن الرحيم اعزاءنا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلام من القلب الى القلب نبعثه اليكم في هذه المحطة الجديدة التي نجدد اللقاء فيها معكم عند جولة لنا اخرى في عالم الحكايات والقصص والأساطير راجين أن يكون هذا البرنامج قد قدم لكم حتى الآن كل ماهو ممتع ومفيد.
مستمعينا الكرام كثيرة هي الحكايا والأساطير الأوربية التي تتسم بطابع الرعب والتخويف مع شيء من المعاني والدلالات التي تحملها في طياتها ومنها الأسطورة التي عرفت بين الشعوب الأوربية منذ مرحلة متقدمة من القرون الوسطى بإسم ماري الدموية التي ترمز من بين ماترمز اليه الى رغبة الانسان الدفينة في الإنتقام خاصة اذا أصيب بأعز ما يمتلك في هذه الحياة ونعني به فلذة كبده نتيجة خيانة الآخرين ونكثهم للعهود وهو ما تزعم الأسطورة أنه حدث لماري التي تحولت فيما بعد الى كائن شيطاني لايبقي شيئاً أمامه ولايذر.
البعض يقول إن ماري الدموية هي ساحرة كانت معروفة بتعاملها بالسحر الأسود في انكلترا واستطاعت من خلال هذا السحر أن تقتل العديد من الأشخاص الأبرياء الذين وضعهم حظهم العاثر في طريقها حتى استطاع اهل القرية التي تعيش فيها أن ينقضوا عليها ويحاصروها، وبعد الكثير من الدماء والعنف استطاع الرجال الدخول عنوة الى منزلها لكنهم لم يجدوا لها أي أثر ولكنهم بالتأكيد لم يرتضوا أن يعودوا بخفي حنين حيث وجدوا إبنها الصغير المسكين فأخذوه معهم وأحرقوه بوحشية آخذين إياه بجريرة أمه وفعلوا به مالم يستطيعوا فعله بأمه الساحرة. وقال بعضهم إن النيران حينما إمتدت الى الطفل وتعالت صرخاته سمعوا صوت صرخة عالية آتية من كل مكان حولهم وبدا كأن السماء قد تبدل لونها الى لون الدم ولذلك أن بعض الروايات التي تتناول هذه الأسطورة تقول إن ماري الدموية تظهر في المرآة عندما يردد الشخص الكلمات ماري الدموية لقد قتلت ولدك.
مستمعينا الكرام وأياً كانت الرواية الصحيحة وأياً كانت ماري المقصودة فإن النتيجة واحدة في النهاية وهي الرعب القادم من المرآة والذي إقترن بحوادث حقيقية على ماقيل فالبعض ينطق بالعبارة التي من شأنها أن تحضر ماري الدموية وهو يحاول أن يتغلب على مخاوفه والبعض الآخر يقرأ وهو ينظر الى المرآة في جانب الغرفة بطرف عين وهو يحاول التمسك والبعض يحاول الإنتهاء من القراءة بأقصى سرعة حتى يتمكن من تجربة ما يقرأه والبعض لايستطيع إيقاف نفسه من الضحك من كل مايقال. ولكن أياً كانت فكرتك او نظريتك او معتقداتك فهذا لايغير من الحقائق شيئاً فالغريب أن بعض الحلالات لظهور ماري الدموية قد تم تسجيلها بالفعل في الكثير من الكتب ومع عدد كبير من الأشخاص وبتفاصيل متقاربة الى حد كبير فيما بينها والله أعلم.
هناك دائماً المرآة، الشموع، الظلام، ترديد الأسم لعدد من المرات قد يكون ثلاثاً او خمساً حتى يصل الى ثلاث عشرة مرة اما النتائج فهي تختلف من مرة الى اخرى وقبل أن نستعرض بعض هذه الحالات يجب أن نذكر بعض الملاحظات، اولاً وكما أكدت حالات كثيرة ظهور ماري الدموية فإن حالات أكثر بكثير قالت إنها فعلت كل شيء لكنها لم تظهر، هذه النقطة فسرها بعض الأشخاص المهتمين بعلوم ما وراء الطبيعة بأن الشخص الذي يقوم بهذه التجربة يجب أن يكون في ظروف نفسية وعقلية وجسدية خاصة تهيئه لما سيحدث وقال البعض الآخر إن الشخص الذي يقوم بالتجربة يجب أن يكون فتاة لسبب غير معلوم وهو ما سنتأكد من صحته حين نعرف أن كل ظهور لماري الدموية كان مع الفتيات المراهقات بل أن البعض ذهب بضرورة أن تبقى بقايا دماء أحد الأشخاص الذين قتلوا ماري او إبنها تجري في عروقها لكي تظهر لها.
مستمعينا الكرام مازلتم تستمعون لبرنامج حكايا وخفايا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. نعم أعزائي المستمعين ربما كانت الأمور أبسط من ذلك بكثير، ربما كانت ماري تظهر عندما تريد أن تظهر، لاأحد يعرف على وجه اليقين ولكن دعونا عن الافتراضات ولنتكلم عن الحقائق. سالي ماكفيلد كانت تجبس مع زميلتها ماري ستيل في الغرفة حين تندرت على اسم ماري وكيف أنه يماثل اسم ماري الدموية وأخذت كل منهما تذكر الوسائل التي سمعت بها لإستحضارها، بعد ساعتين خرجت سالي لشراء بعض الأشياء وحينما عادت وجدت الأنوار مطفأة وضوءاً خافتاً يظهر من أسفل باب الحمام وحين إقتربت منه سمعت صوت صديقتها وهي تردد اسم ماري المدوية وصوتها يتصاعد رويداً رويداً. حاولت سالي فتح الباب ولكنه كان مؤصداً من الداخل، تعالى صوت ماري وبعد لحظات سمعت سالي صراخ ماري الهستيري وكذلك جلبة شديدة في الداخل. وخلال لحظات كانت ماري تفتح الباب وتندفع الى الخارج بأقصى سرعة وهي في حالة هياج عصبي. إنها بلاشك الحالة النفسية التي وضعت الفتاة نفسها فيها وهي التي أوحت لها بأي شيء مرعب رأته وجعلها تصاب بتلك الهيستريا. ولكن ماهو تفسير تلك الدماء التي كانت تغطي وجه ماري ويديها؟ لقد ذهلت سالي في البداية عندما رأت تلك الدماء لكنها ادركت أنها دماء صديقتها التي كان وجهها به العديد من الجروح احدها غائر في الخد لذلك فقد أخذتها مباشرة الى المستشفى حيث تمت تهدئتها وعلاج جروحها لكن الغريب كما تقول الرواية إن فحصاً للدماء التي كانت على وجهها أثبت أنها مجموعتان من الدماء احداهما تخص ماري أما الأخرى فغير معروفة المصدر. ومنذ ذلك اليوم وماري لاتتحدث عن الحادث على الاطلاق كما أصبحت تصاب بنوبات هياج عصبية شديدة في الظلام او اذا نظرت الى المرآة مباشرة لأكثر من دقيقة.
والآن أيها الكرام دعونا من ماري ومشكلاتها النفسية ولننتقل معاً آلاف الأميال الى مدينة موسكو الروسية لنتعرف معاً على ناديا الفتاة المراهقة التي تهوى الأمور الخاقرة للطبيعة لذلك ففي مساء أحد أيام شباط الشديدة البرودة أخبرت أصدقاءها أنها ستلعب لعبة ماري الدموية، البعض حاول ثنيها ولكن الغالبية إستهواها التحدي وقبلوا جميعاً. خلال دقائق معدودة كان المسرح قد تم إعداده، أطفأت الأنوار، أشعلت الشموع، قيلت كل الكلمات المخيفة التي يمكن أن تقال في مثل هذا الموقف ولم يبق إلا أمر واحد وهو أن تبدأ ناديا اللعبة. وهكذا وبأرجل ثابتة وقلب مرتجف دخلت ناديا وحدها الى غرفة النوم التي تحوي تلك المرآة الكبيرة ذات النقوش الغريبة على جانبها. أخذت نفساً عميقاً ثم بدأت في ترديد الأسم: ماري الدموية...
في الخارج سمع أصدقاءها صوتها وهو يتعالى حتى يصبح مايشبه الصراخ وكلهم ينتظرون ما ستسفر عنه الدقائق القليلة القادمة لكن الصمت ساد تماماً بشكل مفاجئ. إنتظروا قليلاً لكي يحدث أي شيء لكن الأمور بقيت كما هي وبعد دقائق مرت عليهم كالدهر قرروا الدخول الى الغرفة، كانت المفاجئة الأولى هي الباب المغلق من الداخل. المشكلة أنهم متأكدون أن الباب لم يكن مغلقاً على الاطلاق ولقد كان هذا شرطهم ليتمكنوا من الدخول في أية لحظة. تعاونوا على دفع الباب الثقيل حتى استطاعوا أن يفتحوه بعد عناء ودخلوا الى الغرفة وهم يلهثون وينظرون حولهم ثم.... ثم لاشيء!!
بداخل الغرفة لم يجدوا أي أثر لناديا على الاطلاق، فتشوا كل الأماكن التي يمكن لناديا أن تختبأ فيها دون جدوى. أبلغوا الشرطة بما حدث فجاءت وفتشت المكان بالكامل ولم يجدوا لها أي أثر وخلال الأيام التالية لم يعثروا لناديا على أثر في جميع انحاء موسكو.
أعزاءنا الأفاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى حلقة اخرى من سلسلة حلقات حكايا وخفايا نشكركم على حسن المتابعة والى اللقاء.