بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كل المراحب بكم عند حكايات الشعوب وقصصها وأساطيرها عبر برنامجكم الأسبوعي المتجدد حكايا وخفايا. وأملنا وقيد بأن تقضوا معنا أحلى الأوقات وأمتعها.
مستمعينا الأكارم عشنا في الحلقة السابقة أجواء الحكاية الأسطورية الأوربية "جاك وشجرة الفاصولياء" او إن شئتم قولوا جاك وحبات الفاصولياء، هذه الحكاية المفعمة بخيال القرون الوسطى والتي أريد من خلالها تصوير الصراع الأبدي بين قوى الخير والشر وانتصار قوة الخير أخيراً ولو بعد حين. فلنتابع معاً أيها الأخوة والأخوات ماتبقى من احداث هذه الأسطورة.
أعزاءنا تقول الأسطورة أن الفتى جاك وبعد أن أفلح في المرة الأولى في الحصول على بغيته والهروب من الغول الجبار دون أن يمسه سوء خدثته نفسه في أن يعاود الكرة ففي صباح يوم جميل تسلق جاك شجرة الفاصولياء، وتسلق وتسلق وتسلق حتى مشى بنفس الطريق الذي سلكه في المرة الماضية ووصل الى البيت الكبير فوجد المرأة الطويلة أي زوجة العملاق تقف عند باب البيت، فخاطبها جاك: صباح الخير سيدتي، أيمكنك أن تعطيني شيئاً آكله؟
أجابت المرأة في لهجة تحذيرية: اذهب بني من هنا لأن زوجي سيأكلك في فطوره. تابعت المرأة قائلة: لكن ألست انت الشاب الذي جاء سابقاً هنا؟ أتعرف لقد كان يوماً فقد زوجي فيه حقيبة ذهب؟
أجاب جاك مستغرباً: شيء غريب سيدتي، لعلي اخبرك شيئاً عن هذا لكنني جائع الآن ولاأستطيع التكلم إلا بعد أن أتناول طعاماً.
هكذا دفع المرأة فضولها لأن تسمع كلامه عن ذلك اليوم وجعلها تعطيه شيئاً يأكله. وبينما بدأ جاك يمضغ الطعام ببطئ سمع صوت أقدام العملاق وطلبت زوجة العملاق من جاك الإختباء في الفرن كما حصل في المرة السابقة.
جلس العملاق يتناول في فطوره ثلاثة ثيران مشوية ثم نادى: زوجتي هات الدجاجة التي تبيض البيض الذهبي.
فجاءته بها وصار العملاق يقول للدجاجة: بيضي! فتضع الدجاجة البيض الذهبي. ثم بدأ العملاق ينعس ويطأطأ رأسه حتى غط بالنوم.
مستمعينا الأفاضل وهنا تسلل جاك من الفرن على رؤوس أصابعه وامسك بالدجاجة الذهبية قبل أن تحدث ضجة، لكن العملاق جفل من غفوته وفي أثناء ذلك قفز جاك خارج المنزل وهو يسمع العملاق يقول: زوجتي زوجتي ماذا فعلت بدجاجتي الذهبية؟
فأجابته: لماذا عزيزي؟ وكان هذا آخر ما سمعه جاك من حوارهما. وما إن إنتهى جاك من نزوله عبر شجرة الفاصولياء ووصل الى بيته حتى اخبر أمه بالدجاجة العجيبة وجعل يقول للدجاجة: بيضي فتبيض بيضاً ذهبياً في أي وقت يأمرها. لكن جاك لم يكتف بذلك ولم يمر وقت طويل حتى قرر أن يحاول ثانية لعل حظه عبر شجرة الفاصولياء يجلب له المزيد من المال.
وفي صباح جميل تسلق جاك شجرة الفاصولياء وتسلق وتسلق حتى وصل الى نهاية الطريق وفي هذه المرة كان يعرف الطريق الى بيت العملاق أفضل من قبل فلما وقف قرب شجيرة قريبة من المنزل شاهد زوجة العملاق خارجة معها دلو ماء فتسلل جاك الى المنزل وإختبأ في وعاء نحاسي ولم يمكث طويلاً حتى سمع أقدام العملاق كما في السابق، فوصل العملاق وزوجته فقال لها: أشم رائحة دم بشري.
فقالت له زوجته: حقاً؟ اذن لابد أن ذلك الفتى الذي سرق الذهب والدجاجة الذهبية ولابد أنه إختبأ في الفرن فهرعا الى الفرن ولكن جاك لم يكن هناك فقد كان حظه طيباً فقالت زوجة العملاق لزوجها: لاشك انك لازلت تشم رائحة الولد الذي إصطدته الليلة الماضية وشويته لك على الفطور، يالك من كثير النسيان وعدم الإكتراث فأنت لاتفرق بين الحي والميت بعد كل هذه السنوات.
اخوتنا اخواتنا بعد ذلك جلس العملاق لتناول فطوره وبدأ يبحث عنه في حافظة اللحوم وفي الخزانة وفي أشياء اخرى لكن من حسن حظ جاك العملاق لم يفكر بالوعاء النحاسي. وبعد أن أنهى العملاق فطوره نادى: زوجتي زوجتي هات القيثار الذهبي. فجاءته به ووضعته على الطاولة قبالته. وطلب العملاق منه أن يعني ونشد القيثار الذهبي بأغاني في غاية الروعة وظل يغني حتى شعر العملاق بالنوم وبدأ يغط كالرعد.
خرج جاك من الوعاء النحاسي بكل هدوء وتسلل على يديه وركبتيه حتى بلغ الطاولة زحفاً فأمسك بالقيثار الذهبي وإنطلق نحو الباب لكن القيثار بدأ يصيح: سيدي سيدي! فإستيقظ العملاق فرأى جاك يجري بالقيثار، جرى جاك بأقصى سرعته وهرع وراءه العملاق فإقترب من الإمساك به لكن جاك إستطاع الإفلات منه حينما استطاع القفز على جذع شجرة الفاصولياء ولم يكن يفصله عن العملاق أكثر من عشرين ياردة وفجأة رأى العملاق جاك يختفي وهو يهبط الى الأسفل بعد أن وصل الى نهاية الدرب حيث سلم الفاصولياء ولم يكن العملاق واثقاً من أنه يستطيع نزول هذا السلم لذلك توقف وانتظر لكن القيثار بدأ يصيح: سيدي سيدي!!
نعم اعزائي المستمعين نزل العملاق يتأرجح على جذع الفاصولياء الذي بدأ يهتز من شدة وزن العملاق وهو يتبع جاك الذي هبط في هذه الأثناء وهبط وهبط وهبط حتى صار قريباً جداً من بيته فصاح: امي أمي هات الفأس! فهرعت أمه وبيدها الفأس فلما وصلت الى شجرة الفاصولياء تسمرت واقفة حينما رأت الرجل العملاق إخترق السحب لكن جاك قفز الى الأسفل وتناول الفأس وبدأ يضرب الشجرة ليقطعها الى جزئين. شعر العملاق بالشجرة تهتز وترتجف تحته لذا توقف ليرى ماذا حدث بينما استمر جاك بالضرب بالفأس حتى إنقسمت الشجرة إثنين وبدأت تسقط، فسقط العملاق وتحطم وتساقطت فوقه شجرة الفاصولياء ومنذ ذلك الحين عرض جاك القيثار الذهبي على امه ومعه ايضاً البيض الذهبي فعاشا بهما في ثراء وتزوج جاك أميرة رائعة وعاشوا بسعادة فائقة لاتعدلها سعادة.
مستمعينا الأفاضل بهذا نصل بكم الى ختام حلقتنا لهذا الأسبوع من الحكايا والخفايا شاكرين لكم حسن الإصغاء والمتابعة حتى نلتقيكم عند حكاية اخرى في حلقة الأسبوع المقبل بإذن الله كونوا في إنتظارنا، شكراً لكم أيها الأفاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران إستمعتم الى برنامج حكايا وخفايا، الى اللقاء.