بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا بكم عند محطة اخرى من محطات برنامجكم الأسبوعي حكايا وخفايا وبالتحديد عند القسم الثاني من الحكاية الهندية "عريس واحد وست بنات" راجين أن تقضوا معنا أحلى الدقائق واللحظات.
مستمعينا الأفاضل تركنا الضابط شاندور وهو يتفاوض مع الشقيق الأكبر للفتيات الست ماتهو بشأن إختيار الزوجة الصالحة للضابط من بين هؤلاء الشقيقات حتى إستقر رأيهما اخيراً على فكرة إختبار الفتيات. فقرر شاندور أن يختبر كل واحدة منهن على حدة ليستشف اخلاقها وثقافتها ويقارنها بالأخريات. وقبل أن يهبط الليل خرج الجميع الى الحديقة وهنا بدأ الإختبار وكانت زهرة اللوتوس قد ذهبت الى مطبخ الدار تصنع عجة فإنتهز شاندور الفرصة وجلس مع الفتاة التي تليها مراري، ولم تكد مراري تدخل قاعة الجلوس حتى تثائبت وعندما دعاها الى الجلوس قالت له: ما دمت تريد أن تتحدث فأرجو أن تحضر ذلك المقعد الذي في أقصى الغرفة لأجلس عليه. نهض سانفو من مكانه ليقدم لها المقعد وعندئذ لمحت في يده مروحة صغيرة فقالت له: ما أشد الحر هنا، ألست ترى وإني امرأة أحق منك بهذه المروحة؟ قدم له سانفو مروحته في هدوء. وأمسكتها وظلت ساكنة في جلستها والعرق يغشى جبهتها وخديها، وعندما إزداد عرقها قال لها الضابط: حركي المروحة حتى تمنع الحر عند!
فأجابت وهي لاتزال ساكنة: إنني تعبة فهل لك أن تأمر الخادم بتأدية تلك المهمة؟
إنحنى التابع في سخرية وأمسك المروحة وراح يحركها أمام وجهها ليخفف عنها الحر، أما الضابط فراح يحدثها في شؤون شتى ينتقل بها من حديث الى حديث فلايجد جواباً بأكثر من لا او نعم. وبعد لحظات سمع غطيطاً خفيفاً يتصاعد مع زفرات مراري، لقد كانت نائمة!!
أعزائي الأفاضل تناول الضابط المروحة فألقاها على وجه مراري فلم تتحرك فنهض من مكانه ليغادر القاعة واذا ضحكة تنطلق لدى الباب. أطلّ برأسه واذا بزهرة اللوتوس التي كانت تسترق السمع تدخل القاعة هاتفة: هل نامت الكسول كالعادة؟ إن هذا عيبها الذي تفشل دائماً في إخفاءه! وجلست زهرة اللوتوس بجوار الضابط وبدأت تحدثه وتقول: لست أدري كيف نامت هذه الكسول؟ وهل يطيق الرجل امرأة تنام بين يديه؟ إنني لايمكن أن أنام حين يحدثني زوجي العزيز ويجلس معي.
وبينما هما يتحدثان اذا بالشقيقة الثالثة رادها تدخل القاعة في صخب بلا إستئذان ثم تهتف في أختها وهي تختلس النظر الى الضابط: أهكذا تهملين العجة وتتركينها على النار حتى تحترق؟ لو كنت مكانك لأهتممت بالطعام وأتقن صنعه بدلاً من أتركه يفسد. وأدركت زهرة اللوتس أن أختها تريد أن تنتهز الفرصة لتكشف عيوبها فقالت لها ساخرة: هل تظنين انك بمسلكك هذا قادرة على إسعاده؟
قالت لها رادها: بالطبع سأهتم دائماً بطعامه وأتقن صنعه، سأقدم له الحساء في السابعة صباحاً وأقدم له الفطائر المحشوة في الثامنة وفي التاسعة أكون قد أحضرت له الفطار وفيه طبق من المربى، ومتى تحل العاشرة أكون قد صنعت له طبقاً من الأرز بالتوابل وأما في الحادية عشرة فسيكون اللحم قد تم طهيه فأقدمه له وعندما يحل الظهر قد أكون ...
صرخ شاندور يقاطعها: كفى ياآنستي فمن المستحيل ان آكل كل هذا.
أعزائي إبتسمت زهرة اللوتوس في إرتياح فقد إقتنعت أن الضابط أدرك عيوب رادها كما أدرك من قبل عبوي مراري وهكذا إختفت من أمامها منافستان خطيرتان وعادت زهرة اللوتوس تتحدث عن اختيها وتتبسط في ذكر معاييبهما. ثم أن شاندور سألها قائلاً: وكيف تستطيعين انت إسعاد زوجك؟
أجابت زهرة اللوتوس: الا يكفي إسعاد زوجي أن أبدأ حياتي معه بصداق كبير أكبر من صداق كل اخواتي لأني أكبرهن؟
قال لها شاندور: انا لاأهتم بالصداق او المال فأنا أملك ما يزيد عن حاجتي وتذكرت زهرة اللوتوس أنها لم تنفذ النصائح التي قرأتها في كتاب فن الحب وحاولت أن تتذكر شيئاً دون جدوى ونهضت تستأذن في الإنصراف قليلاً وفي ذهنها أن تذهب الى حجرتها لتعيد قراءة الكتاب.
عندما غادرت زهرة اللوتوس القاعة ظهرت أسولا بالباب وهي تنحني وتستأذن في الدخول، همس الضابط محدثاً نفسه: لقد ذهبت الكسول والأكول والسليطة اللسان فماذا يكون وراءك انت؟ وإستقبل الضابط أسولا في ترحاب، وبعد أن إعتدلت في جلستها بادر بالسؤال قائلاً: كيف تستطيعين إسعاد زوجك وما وسائلك الى راحته؟
اجابته أسولا: ليس الأمر عسيراً فهناك وسيلة واحدة شاملة لإسعاده وهي أن أفعل كل مايريد.
قال شاندور وقد فتح عينيه في دهشة: ماذا تقصدين في كل ما يريد؟
أجابت أسولا: أعني كل شيء فعلى المرأة أن تطيع زوجها وأن لاتكون كسولاً او أكولاً او سليطة اللسان.
هنا إهتز شاندور طرباً وشعر بأنه وجد بغيته وإمتلأت نفسه غبطة وراحة وسروراً وقد أيقن أنها هي الزوجة التي يمكنها أن تجعل من بيت زوجها جنة.
قال شاندور لأسولا معبراً عن فرحته وسعادته: إنك نعم الزوجة يا أسولا ونهضت أسولا متعثرة في مشيتها وهي لاتكاد تصدق ما حدث الى درجة أنها سقطت أرضاً من شدة إرتباكها.
في هذه الأثناء إنطلقت ضحكة من فم سانفو ولم تكد أسولا تراه يضحك حتى إقتربت منه ومدت كفها وصفعته في غضب وهي تصرخ: أيها العبد خذ هذه لك وهذه اخرى لسيدك!!
إنطلقت أسولا الى خارج القاعة وفي تلك اللحظة كانت يادافا تتنزه في الحديقة وحينما أحست ضجة في القاعة أسرعت لترى ما حدث فوجدت شاندور منحياً على سافو يخفف عنه ما أصابه وعندما شاهدها شاندور إعتدل في وقفته وإستعد لإستقبالها وهي تقول بصوت مسموع: ما أحقر سيداً ينحني على خادمه إنما أريد أن أتزوج سيداً يحترم نفسه لاسيداً يحترم عبده !
ذهل شاندور وجلس على مقعده وراح يفكر، لقد كان من العجيب أن لايجد بين ست بنات واحدة تصلح للزواج وتخلو من العيوب فالأولى كسول والثانية أكول والثالثة سليطة لسان والرابعة طويلة اليد والخامسة مغرورة يملأها الكبر والسادسة؟ ولكن اين السادسة؟ نور الفجر، إنه لم يختبرها بعد ولاتحاول هي الحضور اليه كما فعلت شقيقاتها الأخريات لذلك قرر أن يذهب هو ليراها.
نعم مستمعينا الأفاضل في الحلقة القادمة ومن خلال القسم الأخير من حكاية عريس واحد وست بنات سنتعرف على ماسيفعله شاندور مع الفتاة الصغرى نور الفجر وهل سيجد فيها بغيته؟ وهل ستكون من نصيبه؟ مستمعينا الأفاضل حتى ذلك الحين تقبلوا تحياتنا وقد قدمنا لكم هذا البرنامج حكايا وخفايا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لطيب متابعتكم والى اللقاء.