بسم الله الرحمن الرحيم أحبتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم وأهلاً بكم يسرنا أن نلتقيكم من جديد أعزتنا المستمعين في حلقة اخرى من برنامجكم الأسبوعي حكايا وخفايا حيث سنستعرض عليكم المزيد من الحكايا والأساطير التي حكتها مخيلة أمم الأرض والشعوب محاولين إستلهام المعاني والدلالات الكامنة فيها، ندعوكم للمتابعة.
أيها الأخوة المستمعون من بين الحكايات والأساطير التي نتجتها مخيلة البشر حول عناصر الطبيعة وبالتحديد حول عالم الحيوان بإعتباره جزءاً من الطبيعة أسطورة طائر الرخ وربما سميت أيضاً بأسطورة جزيرة الرخ ويبدو أن هذه الأسطورة صينية المنشأ إذ تنص هذه الأسطورة على أن هذه الجزيرة تقع في بحر الصين علماً بأن هذه الجزيرة ورد ذكرها في كتاب قصص ألف ليلة وليلة وشكّلت واحداً من مسارح احداث هذه القصص. على أية حال إننا لانريد هنا أن يبقى مستمعينا الأفاضل في حالة الإنتظار للإستماع الى الأسطورة حيث ندعوهم الى متابعة أحداثها ولكن بعد الفاصل.
مستمعينا الأفاضل تقول الأسطورة إن طائر الرخ يعيش في جزيرة من الجزر التابعة لبلاد الصين وهو طائر هائل الحجم يقال إن طول جناحه الواحد عشرة آلاف باع ويروى أن رجلاً من اهل الغرب سافر الى الصين وأقام بها وفي جزائرها مدة طويلة ثم عاد ومعه أموال وفيرة وأحضر معه قصبة ريشة من جناح فرخ الرخ ويروي هذا التاجر أنه سافر مع بعض التجار في إحدى السفن فألقت بهم الريح على شاطئ جزيرة عظيمة واسعة الأرجاء فخرجوا من السفينة ليتزودوا بالماء والحطب ومعهم الفؤوس والحبال والقرب فشاهدوا في الجزيرة قبة عظيمة بيضاء تلمع تحت أشعة الشمس فدنوا منها فوجدوا أنها بيضة طائر الرخ.
نعم اعزائي الكرام فأخذوا يضربون عليها بالفؤوس وينهالون عليها بالصخور وأجذاع الأشجار حتى إنشقت عن فرخ الرخ فتعلقوا بريشة من جناحه وإنتزعوها وقتلوا فرخ الرخ وحملوا معهم مقداراً من لحمه ووضعوه على الجمر لينضج وأكلوا منه، وكان فيهم بعض الشيوخ لحاهم بيضاء فعند الصباح وجدوا أن لحاهم إسودت ثم أنهم صعدوا الى السفينة وإنطلقوا بها في عرض البحر وبينما هي تسير بهم اذا بالرخ يحلق بهم كسحابة عظيمة ويحمل بين قديمه قطعة هائلة من الصخور وعندما حاذى السفينة ألقى بالصخرة ولكن الحظ أسعدهم فأفلتوا من الموت بأعجوبة اذ كانت السفينة تسير بسرعة كبيرة فوقعت الصخرة في البحر وكان لوقوعها دوي عظيم، أما هم فنجوا من الهلاك.
وتحفل الأساطير الأغريقية أيها الأحبة بكثير من المخلوقات العجيبة المستلهمة من الحيوانات بشكل رئيس ومن هذه المخلوقات والغورغونات والتنين والهيدرا وكائنات اخرى كثيرة مما هو مكون من أعضاء مختلفة لحيوانات مختلفة. ومن بين هذه المخلوقات التي ذكرت في الأساطير الإغريقية والأساطير الفارسية والصينية بيغاسوس او كما يطلق عليه الحصان المجنّح هذا الكائن العجيب الذي حيّر الكثير وأختلف في حقيقة وجوده.
ويعتبر الآشوريون القدماء أي سكان بلاد الرافدين من أوائل الأمم التي رسمت الحيوانات المجنحة فقد نحتوا ورسموا الأسد المجنح برأس بشري وكذلك الثور المجنح الذي نراه ايضاً في بلاد فارس وعنهم نقل المصريون القدماء أن رسم الحيوانات المجنحة حيث حدث التأثير الحضاري المتبادل في فترات حكم المصريين العراق القديم وحكم الآشوريين بمصر. وعن المصريين نقل اليونانيون الذين تلقوا علوم المصريين القدماء.
مستمعينا الفاضل كلمة بيغاسوس هي مرادف لكلمة الحصان المجنح في الميتالوجيا الأغريقية وهو حصان مجنح رشيق يعود الى البطل الإغريقي بلاريفون، وكان بلاريفون هذا قد اعطي لجاماً سحرياً من أثينا إلهة الحكمة لتساعده على لجم بيغاسوس الجامح وبهذا الحصان استطاع بلاريفون أن يقتل الوحش الإغريقي كايميرا وهو وحش متعدد الرؤوس كان يبث الهلع في الممالك المحيطة به ونظراً الى شجاعة بيلاريفون وحصانه فقد عيّنه الملك وريثاً له وزوجه من إحدى بناته. إلا أن هذا البطل إختار بنفسه بعد حين وحاول الطيران الى جبل اوينوس حيث تقطن آلهة الإغريق المزعومة متحدياً إياها وعلى أثر ذلك أصدر زيوس كبير الآلهة الأمر الى بيغاسوس بأن يلقي بفارسه من اعالي الجبال إلا أن أثينا إلتقطه من سقطته وقدمته الى موسيس وهي إحدى الأخوات التسع التي تحمي الموسيقى والشعر والعلوم حيث قضى بيلاريفون أيامه هناك متأملاً متفكراً. ويقال إن جبل هيلكون مأوى الأخوات التسع قد فتح بحوافر بيغاسوس وبذلك إنتشرت الموسيقى والعلوم والشعر على وجه الخصوص أما عن مصير بيغاسوس فيقال إن زيوس حوّله الى مجموعة من الكواكب المتألقة التي تجوب الكون.
أعزائي الكرام مازلتم تستمعون لبرنامج حكايا وخفايا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
أيها الأحبة من اهم الكائنات الأسطورية التي تحدث عنها الناس منذ أقدم الأزمنة اليوليكول، هذا الكائن الأحادي القرن الذي يشبه الفرس في قوامه وهيبته وله قرن وحيد في وسط جبهته ورغم عدم وجود دلائل علمية مؤكدة تشير الى وجوده فغن هذا الكائن الأسطوري كثيراً ما فتن مخيلة الإنسان كما لم يفعل أي كائن خرافي آخر ويلاحظ أن الموروث الشعبي او المكيولوجي الفارسي والعربي يخلو من أي ذكر لهذا الكائن او لأي كائن آخر يشبهه والإرشادات الوحيدة المتوفرة عن أحادي القرن وردت في بعض الحكايات والأساطير التي إنتقلت الينا من تراث بلاد الرافدين القديم. وبالرغم من كل المحاولات الرامية أعزائي الكرام الى توكيد او نفي هذا المخلوق الغريب فإنه ظل على الدوام حاضراً في ضباب الأحلام وغبار الأساطير وخكايات الأزمنة السحيقة وكان يتخذ دائماً أشكال وملامح متباينة من تراث العديد من الشعوب المختلفة وثقافاتها وقد ظل اليوليكول يعيش في مخيلة الإنسان بشكل او بآخر منذ فجر التاريخ، وطبقاً للحضارة الصينية فإن هذه الحيوانات الفاتنة دخلت تاريخ الانسان حوالي عام ۲٦۹۷ قبل الميلاد أي عندما شق الجواد الأسطوري شيلين طريقه بوقار وجلال الى داخل قصر الإمبراطور وانغ تي وتجوّل في ردهاته وأروقته قبل أن يختفي على حين غرة.
ويسود الإعتقاد أيها الأفاضل أن أول إشارة الى مخلوقات اليونيكول كانت في الصين وبالتحديد وحوالي في سنة ۲٥۰۰ قبل الميلاد وكان الحديث عنها مقروناً بإعتبارها مخلوقات إعجازية يشع جسم الواحد منها بالألوان المبهرة ولكل منها صوت يشبه صوت الجرس وقرن من العاج مغروس في مقدمة رأسه طوله حوالي إثني عشر قدماً وكان الجواد الأحادي القرن يتمتع بمكانة خاصة عند الصينيين فقد كان رمزاً للقوة والحكمة والخير وكان ظهوره دائماً علامة للحظ السعيد والفال الحسن فإن هذا الكائن الأسطوري الغريب سرعان مايظهر على الملأ علامة على التفاؤل والحظ السعيد كما أنه يظهر في مكان مشابه عندما يوشك قائد عظيم أن يولد او يموت.
مستمعينا الأفاضل حديثنا عن هذا الكائن الأسطوري العجيب اليونيكول او الحصان الأحادي القرن الذي تفيد الأساطير بأن ظهوره في مكان ما يبشر بولادة قائد عظيم سنستكمله في حلقة البرنامج القادمة حيث سنتعرف على هذا القائد والزعيم الذي غيّر مجرى التاريخ في بلاد الصين نتيجة لظهور اليونيكول حسب ما تفيد الأساطير الصينية.
حتى الملتقى في حلقة قادمة من برنامج حكايا وخفايا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نترككم في رعاية الله وحفظه، الى اللقاء.