بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج حكايا وخفايا
اعزائي الكرام كثيرة هي الحكايات والقصص والأساطير التي كانت الطبيعة مسرحاً لها وكانت عناصر الطبيعة من ماء وهواء وتراب ونار ونباتات وحيونات العناصر الرئيسة المكونة لها.
وإعتباراً من هذه الحلقة وعلى مدى أربع حلقات سيتركز حديثنا على هذا النوع من الأساطير الذي حاول الإنسان من خلاله وعلى مر العصور والدهور وفي مختلف المناطق والأصقاع أن يقدم تفسيراً لمَن يحيط به من ظواهر طبيعية ومنها كيفية نشوء العناصر في الطبيعة، ندعوكم إخوتنا المستمعين للمتابعة.
أعزائي الكرام أسطورة الغابة السوداء إحدى الأساطير الإغريقية التي تصور لنا بلغة الرموز القوة الهائلة الكامنة في النار التي إخترعها البشر لتكون اعظم الإكتشافات التي توصل اليها العقل البشري ومدّته بقوة هائلة مكّنته من مسارعة خطاه بإتجاه بناء الحضارة او الإنتصار على قوى الشر والظلام والتدمير في العالم كما تصوّر لنا الأسطورة التي تفيد أن سزار الذي خلق من النار كان يسكن في الجانب المظلم من العالم وكان سزار هذا يبحث دائماً عن مغامرة تقوده لمعرفة الحقيقة من وراء خلق البشر، كان دائماً يدور بداخل رأسه التي كانت تشبه رأس التنين تساؤلات عديدة لماذا خلقت هكذا؟ ولماذا أشبه التنين؟ ولماذا؟
ولم يكن سزار يعلم حقيقته وحقيقة القوة التي تكمن بداخله. كانت حياته هادئة وكان ينعم بالسلام مع أفراد قبيلته حتى جاء اليوم الذي غضبت فيه السماء وفاضت الأرض بالدماء. نعم لقد غرقت بدماء أهل القرية التي كان يسكنها سزار بفعل الشرير دنهش الذي كان يحكم بلاد آباش. وكان دنهش يسعى لإمتلاك قوة خارقة ليتحكم بالجانب المظلم من العام لكن سزار كان دائماً المدافع عن هذا الجزء من العالم فهذا قدره وهذه هي المهمة التي كُلّف بها.
حتى غضب دنهش وعزم الحرب على سزار، هذه الحرب التي لم يبق منها سوى الأقوى وبعث دنهش رسالة الى سزار يطلب منه الحضور الى مملكته وعند وصول سزار الى مملكة دنهش طلب منه الأخير أن يبحث له عن مفتاح سر الحياة والتي كان يكمن بداخلها قوة مَن يمتلكها يصبح خالداً مقابل أن يترك قرية سزار دون سفك دماء مَن بقي حياً من سكانها فوافق سزار وراح في رحلة للبحث عن مفتاح الخلود ولكن دنهش كان ماكراً غداراً لايفي بوعوده أبداً.
مستمعينا الكرام ذهب سزار في رحلة المجهول، رحلة عواقبها غير معلومة وبعد رحيله قام دنهش بقتل مَن بقي في قرية سزار وبدأت الرحلة. وصل سزار الى كهف مظلم داخل الغابة السوداء التي كان يسكنها الأشباح حتى حبى الظلام على سزار وكان متعباً فدخل الكهف كي يستريح ولم يكن يعلم ما سيواجهه داخل هذا الكهف، ثم جلس يتناول طعاماً وبعد أن إنتهى من طعامه خلد الى النوم ولكن ماجرى داخل الكهف لم يعطيه فرصة لتغفو عيناه فطهر أمامه مارد من أقدر الشياطين وأقواهم على الإطلاق، ظهر بصوته المخيف وضحكاته المرعبة قائلاً: أنا ملك تلك الغابة. وقال له سزار: وأنا سزار خلقت من نار. فضحك المارد بسخرية ونظر الى سزار نظرة إستخفاف دون أن يعلم مع مَن يتحدث فنظر اليه سزار وقال: ماذا تريد؟ فقال له المارد: أريد أن آخذ روحك. فضحك سزار ساخراً وقال: أتأخذ روح سزار؟ وهل تعرف مَن هو سزار؟ قال له العفريت: وهل تعرف أنت ايضاً مَن هو المارد العفريت؟ فقال له سزار: أنت مجرد عبد لسزار!
فغضب المارد وبدأ يصدر أصواتاً مخيفة إهتزت على أثرها الأشجار بقوة وصرخت الحيوانات وتزعزعت الصخور لكن سزار كان قوياً لايخاف شيئاً مهما كان فبقي شامخاً. فهجم عليه مثل الوحش وبدأت معركة حامية بين المارد وسزار وبدأ كل منهما يظهر قواه حتى تغلب عليه سزار وكاد يسفك دماء المارد فصرخ المارد طالباً العفو من سزار فقال له سزار: سأعفو عنك مقابل أن ترشدني الى مفتاح سر الحياة. فقال له المارد: هل تعلم شيئاً عما تبحث عنه؟ قال له: لاأعلم الكثير ولكن سأعثر عليه بمساعدتك. فقال له المارد: وأنا خادمك ولكن مفتاح سر الحياة داخل كهف خلف الجبل الأكبر وهذا مكان موحش يسكنه الجبابرة والشياطين، فهل تمتلك القوة لتقف أمامهم؟ فقال سزار: لقد سعيت لأصل الى هنا ولن أتراجع حتى لو فقدت روحي. فقال له: أنا معك فلنذهب للقاء الجبابرة. فتسلقا الجبال وسارا بين الأدغال وعندما وصلا الى هناك كانت المفاجأة، وجود دنهش هناك! إندهش سزار وقال: لماذا فعلت ذلك؟ فقال دنهش: لكي تأتي الى هنا وأمزق عنقك فأنت عدوي اللدود. فقال سزار: وأنا لن أصفح عنك، سأدق عنقك وسأمتص دمك الى آخر قطرة منه. فقامت بينهما معركة شرسة ضارية كادت تنهي عليهما كليهما فضرب دنهش سزار بقوة ففقد سزارالوعي للحظة فضحك دنهش معلناً إنتصاره على سزار بكن سزار سرعان ما إستعاد وعيه وقام وضرب دنهش بقوة ونفث النار في وجه دنهش. إحترق دنهش وأصبح رماداً ثم صرخ سزار بحقد والنار تعتلي بداخله فصعق الجبابرة وفروا وأكمل سزار طريقه حتى وصل الى كهف مفتاح الحياة فعثر عليه داخل صندوق. فقال له المارد: ماذا ستفعل الآن ياسزار؟ قال له: سأتخلص من هذا المفتاح. فقال له المارد: مَن يمتلكه يحصل على الأبدية ويبقى خالداً! فقال له سزار: وأنا لاأريد أن أبقى وحيداً فأخذ الصندوق وقذف به في بحر النار حتى قضي على الصندوق وقال: هذا المفتاح لعنة وليس نعمة ، ثم قرر الرحيل عن مغامرة جديدة.
مستمعينا الأفاضل كونوا بإنتظارنا في الحلقة القادمة إن شاء الله عند أسطورة أخرى من أساطير أمم الأرض وشعوبها على مر العصور ضمن برنامج حكايا وخفايا والذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
حتى ذلك الحين نستودعكم الباري عزوجل ودمتم بكل خير، الى اللقاء.