البث المباشر

كيمياء السعادة لأبي حامد الغزالي

الأربعاء 26 يونيو 2019 - 12:19 بتوقيت طهران

ضيف البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
إخوتنا المستمعين الأكارم!
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات.
يسرنا أن نلتقيكم من جديد مع روائع الأدب والفكر الفارسية حيث الحكمة والموعظة الحسنة، وحيث غذاء الروح يقدمه لنا عمالقة الادب والبيان في أطر فنية مزدانة بالاساليب البليغة، والصور الفنية الساحرة والأخّاذة، ومثقلة بحِكم الحياة، ودروسها وعبرها التي من شأنها أن تختصر الطريق أمام الانسان وتجنّبه الوقوع في أخطاء من مضي من أسلافه، تابعونا – اخوتنا المستمعين – في هذه الحلقة الجديدة من «ذخائر العبر»... .
أحبتنا المستمعين! موضوع حلقتنا لهذا الأسبوع هو رائعة الفقيه والمتكلم والفيلسوف المسلم (أبي حامد الغزالي) ألا وهي كتاب «كيمياء السعادة» الذي كتبه باللغة الفارسية، وترجم الي اللغة العربية نظراً الي اهميته وقيمته الموضوعية فضلاً عن قيمته الادبية والفنية ... عن هذا الكتاب ومؤلفه سيحدثنا ضيف البرنامج الدائم الاستاذ الدكتور «سعد الشحمان» في خلال الدقائق المتاحة، نرحّب بضيفنا الكريم أجمل ترحيب، راجين منه أن يركّز حديثه في البدء حول الغزالي وشخصيته ومكانته بين العلماء المسلمين الآخرين في عصره... .
المحاورة: احبتنا المستمعين موضوع حلقتنا لهذا الاسبوع هو رائعة الفقيه والمتكلم والفيلسوف المسلم ابي حامد الغزالي الا وهي كتاب كيمياء السعادة والذي كتبه بالفارسية وترجم الى اللغة العربية نظراً لأهميته وقيمته الموضوعية فضلاً عن قيمته الادبية والفنية، عن هذا الكتاب ومؤلفه سيحدثنا ضيف البرنامج الدائم الاستاذ الدكتور سعد الشحمان، نرحب بضيفنا الكريم اجمل ترحيب اهلاً بكم استاذ
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً ومرحباً بكم وبالمستمعين الكرام في هذا اللقاء الجديد
المحاورة: شكراً استاذ نرجو منك ان تركز الحديث في البدأ حول الغزالي في شخصيته ومكانته بين العلماء المسلمين الاخرين في عصره. تفضل
الشحمان: نعم ابو حامد الغزالي هو ابو حامد الغزالي الطوسي النيسابوري، لقب بالغزالي نسبة الى قرية في خراسان تدعى غزالة لذلك قيل له الغزالي وكان كما هو معلوم فقيهاً صوفياً متكلماً وفيلسوفاً. عاش في القرن الخامس الهجري وبداية القرن السادس الهجري وكانت ولادته في منتصف القرن الخامس الهجري اي في عام ٤٥۰ للهجرة، يعتبر من العلماء المجددين الكبار وكان احد اهم اعلام عصره واشهر علماء الدين السنة في التاريخ الاسلامي، ولد كما قلنا في قرية غزالة من اقليم خراسان ونشأ في بيت فقير وكان والده رجلاً زاهداً ومتصوفاً كان يعيش على حرفته وابدى ابو حامد الغزالي منذ طفولته ميلاً كبيراً الى طلب العلم فتلقى الفقه في مدينة طوس ثم رجع الى مدينة نيسابور ولازم شيخه الكبير الذي تأثر به اكثر من اساتذته الاخرين اقصد امام الحرمين الجويني وذلك في مدينة نيسابور واخذ عنه جملة من العلوم منها الفقه والاصول وعلم الكلام. عرف الغزالي كما عكس ذلك في كتابه المنقذ من الضلال بأنه مر بتجربة روحية عسيرة بدات بالشك وانتهت باليقين والعثور على الطريق الصحيح في مجال تحصيل الحقيقة والوصول الى الخالق سبحانه وتعالى من اقرب الطرق حتى يقول: لما شفاني الله من هذا المرض اي من مرض الشك الذي وقع فيه بفضله وسعة جوده، يقول ان اصناف طالبي الحقيقة عندي تنحصر في اربع فرق هي المتكلمون والباطنية والفلاسفة والصوفيون ولكن عالمنا هذا الكبير والمتكلم اختار اخيراً بعد ان مر بهذه المراحل الطريقة الصوفية طريق وحيد للوصول الى الحقيقة.
المحاورة: طيب نشكر الاستاذ الدكتور على هذه الاجابة، حضرات المستمعين الافاضل سنعود لنكمل حديثنا مع خبير البرنامج الدكتور سعد الشحمان بعد الفقرة التالية التي سنجول خلالها عبر جوانب من الوصايا الاخلاقية والتربوية التي وردت في الكتاب، تابعونا.
اعزّتنا المستمعين! في أحد فصول كتابه «كيمياء السعادة» يتحدّث الغزالي بإسهاب عن العلم ومكانته، حيث يقول مسلّطاً الاضواء علي أهمية العلم، وعظيم مكانته، وسموّ مرتبته قائلاً:
«... وبعد أن علمتَ أن الجاهل والاميّ لايمكن أن يكونا في مأمن من الخطر، يتبين لك أن لاعمل ينشغل به الانسان أسمي وأكثر فضلاً من العلم، لأنّ الأعمال الأخري إنما يكون الهدف منها طلب الدنيا، في حين أن الهدف من طلب العلم وتعلّمه وتعليمه إنما هو إصلاح الخلق في هذه الدنيا...».
ويفرد الغزالي في كتابه «كيمياء السعادة» فصلاً آخر لبيان فضل التفكر في مخلوقات الله - سبحانه – مستنداً في ذلك الي الآيات والاحاديث النبوية الشريفة فيعلن في هذا المجال قائلاً: «إعلم أن العمل الذي تعد ساعة منه أفضل من عبادة سنة بأكملها، لابد وأن تكون درجته سامية؛ فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «تفكّر ساعة خير من عبادة سنة». وقال – عزّ من قائل: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ".
ويري الغزالي أن التفكر يتيح للانسان تعلّم الكثير من الأشياء والأمور خاصة إذا ما جمع بين التفكر وطلب العلم من خلال الدراسة حيث ستتجمع المعلومات من خلال ذلك في ذهنه لتولّد من خلال التفكر آفاقاً واسعة من العلوم والمعارف الأخري، هذا ما يقرره أبو حامد الغزالي في قوله: «إعلم أن التفكر يعني طلب العلم، وأن كل علم لايستطيع الانسان ان يعرفه بالبديهة عليه أن يطلبه، وهذا ما لايمكن إلا إذا جمعتَ بين معرفة ومعرفة أخري، وألّفت بينهما لكي يتزاوجا تماماً كما تتزاوج الكائنات لتولّد كائنات أخري، وإذا ما لم يستطع المرء أن يكتسب العلوم عبر هذا الطريق، فالسبب في ذلك أنه لم يبدأ من أصول هذه العلوم ومبادئها، مثله في ذلك كمثل الشخص الذي يريد أن يعمل في التجارة دون أن يكون له رأس مال...».
حضرات المستمعين الأكارم! لنا عودة الآن إلي ضيف البرنامج الكريم الاستاذ الدكتور«سعد الشحمان» راجين منه أن يكمل لنا وللمستمعين الافاضل حديثه عن الغزالي وسفره النفيس «كيمياء السعادة»، أهلاً بكم ضيفنا العزيز من جديد، هلا حدثتمونا في هذا القسم من حديثكم عن الكتاب واهميته ... .
المحاورة: حضرات المستمعين الاكارم لنا عودة الان الى ضيف البرنامج الكريم الاستاذ الدكتور سعد الشحمان، نرحب بك استاذ مرة اخرى ونرجو ان تكمل لنا وللمستمعين الافاضل الحديث عن الغزالي وعن سره النفيس كيمياء السعادة، هل حدثتمونا في هذا القسم من حديثكم عن الكتاب واهميته؟ تفضل.
الشحمان: نعم ان شاء الله سنحاول ان نختصر الحديث حول رائعة ابي حامد الغزالي المعروفة بكيمياء السعادة وهي عبارة عن رسالة في الحقيقة وليست كتاباً ضخماً، عبارة عن رسالة صغيرة تمثل خلاصة لكتابه الكبير احياء علوم الدين، هذه الرسالة صغيرة الحجم والكبيرة في مواضيعها في الحقيقة لايوجد احد من الفلاسفة والمفكرين المسلمين سبق الغزالي في كتابة هذه الرسالة في مثل هذا الموضوع، الموضوع الذي يشكل الاخلاق والوصايا التربوية جوهره الاساسي وكذلك موضوع البحث عن السعادة التي يرى الغزالي في هذه الرسالة انها لاتتم الا بالاستعداد يعني ان يتوفر الاستعداد التام لدى الانسان لمعرفة حقيقة النفس اي ان يبدأ مسيرته لبلوغ السعادة من خلال معرفة نفسه بالدرجة الاولى وبمعرفة نفسه يتسنى للانسان ان يتعرف على الله حق معرفته. في هذه الرسالة ايضاً يستخلص الغزالي ويصل الى هذه النتيجة هي ان معرفة الحواس تعتبر معرفة خاصة، سبق وان قلت ان الغزالي اعتبر طريق الصوفية هو الطريق الافضل والطريق الاقصر للوصول الى الحقيقة يعني اعتبر مايرد على القلب وما يوقد به القلب هو السبيل الصحيح لبلوغ الحقيقة ولم يعر اهمية كبيرة الى العقل والحواس الظاهرية للانسان في هذا المجال فهو يعتبر معرفة الحواس معرفة قاصرة وان المعرفة الصحيحة هي الاقرار بخالق الوجود والموجودات وهذه المعرفة انما تحصل عن طريق المجاهدة القلبية ويذكر بعد ذلك ان العقل انما خلق من اجل القلب يعني العقل مكرس لخدمة القلب وليس العكس وخلق القلب والروح انما كان لأجل عبادة الله التي تمثل الغاية من السعادة.
المحاورة: طيب شكراً لك استاذ على هذه المعلومات القيمة ولكن للاسف وقت البرنامج قد شارف على الانتهاء، نشكر حضورك اليوم في هذه الحلقة من برنامج ذخائر العبر.
الشحمان: وانا ايضاً اقدم شكري لكم وان شاء الله سوف في الحلقات القادمة نتلافى هذا النقص ان شاء الله.
المحاورة: ان شاء الله، على امل اللقاء بكم مستمعينا الكرام عند رائعة اخرى ومؤلف مبدع اخر نستودعكم الرعاية الالهية شاكرين لكم حسن الاصغاء والمتابعة وتقبلوا تحيات قسم الثقافة والادب والفن من اذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران املين ان تتحفونا بأقتراحاتكم لنقدم لكم كل ما هو جديد ومفيد وممتع وذلك على بريد البرنامج الالكتروني adabfan۹۱@yahoo.com ونحن في الانتظار، الى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة